Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وعن أبيِّ بن كعب رضي اللَّه عنه: أنه كان يصلي، فدعاه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأتم الصلاة ثم جاء، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هلا جئتني (١) إذ دعوتُك؟ " فقال: كنتُ في الصلاة، فقال: "أمَا سمعتَ قول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} " (٢)، وهذا يدلُّ على العموم أي (٣): عموم الآية.
وقيل: قوله: {لِمَا يُحْيِيكُمْ} إعلامٌ منه جلَّ جلالُه أن دعاءه إلى كلِّ شيء فيه حياةُ الدِّين وهو العلم، فإن الجهل موتٌ والعلمَ حياة.
وفي الخبر: إن اللَّه تعالى ليُحيي القلب الميتَ بالعلم كما يُحيي الأرض الميتة بوابل المطر (٤).
وفي غير هذه الآية ذُكرت الحياةُ للإيمان والموتُ للكفر؛ قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} الأنعام: ١٢٢؛ أي: كافرًا فهديناه، فيجوز أن يكون قوله: {لِمَا يُحْيِيكُمْ}؛ أي: يبقيكم على الإيمان الذي هو الحياة العظمى.
وقيل: أي: لِمَا يفيدكم الحياةَ الطيبة في الدارين؛ قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} النحل: ٩٧، وحياةُ الكافر غيرُ طيِّبةٍ بحالٍ، فإنه بها في الدنيا يستفيدُ زوائدَ عقوبات العُقبى، وإذا صار في النار فهو لا يموت فيها ولا يحيى، فإذًا ليست الحياةُ الطيبة إلا لمن آمَن واتقى.
(١) في (ف): "أجبتني".
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٩٣٤٥)، والترمذي (٢٨٧٥)، والنسائي في "الكبرى" (١١١٤١)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه. قال الترمذي: حسن صحيح.
(٣) "العموم أي": من (ف).
(٤) رواه الطبراني في "الكبير" (٧٨١٠) من حديث أبي أمامة رضي اللَّه عنه، وفيه: "بنور الحكمة" بدل: "بالعلم"، وإسناده ضعيف، قال في "مجمع الزوائد" (١/ ١٢٥): فيه عبد اللَّه بن زحر عن علي بن يزيد، وكلاهما ضعيف لا يحتج به.