Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
المحمَّاة بالنار جباهُ الكافرين، وهي جمعُ جبهة، وهي صفيحةُ أعلى الوجه فوق الحاجبين، {وَجُنُوبُهُمْ} وهي جمع جَنْبٍ، {وَظُهُورُهُمْ} وهو جمع ظَهرٍ، وخُصَّت بالكيِّ هذه المواضعُ لأن الكيَّ على الجبهة (١) يظهر للعيون فيكون أبلغَ في التشهير والتعذيب، وهو كقوله: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} القلم: ١٦، والجنوب مقاتل فكيُّها أشد إيجاعًا، والظهور فيها القوة، وفيه إزالةُ القوة بالكلية.
وقال أبو بكر الورَّاق: إنما خُصَّت بالكيِّ هذه المواضع لأن الغنيَّ المانعَ للزكاة إذا رأى الفقير انقبض وجهه، وإذا ضمَّه والفقيرَ مجلس (٢) ازورَّ عنه فعارضه بجنبه، وإذا ملَّه قام وولَّاه ظهره (٣).
قال محمد بن عليٍّ الترمذي: لأنه يَبذخ ويَشمخ برأسه بسبب ماله ويقع على كنزه بجنبه ويتساند إليه بظهره (٤).
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: الجبهة مقدِّمة الوجه، وهم لم يقدِّموها إلى الآخرة، ولم ينفقوها في سبيل اللَّه، فعذِّبوا على الجباه والجُنوب لأنهم أخذوها من كلِّ جانبٍ، وعلى الظُّهور لأنهم أنفقوها في الصدِّ عن سبيل اللَّه وتوليةِ الظهور عن الحق، ويحتمِل ذكرُ هذا إحاطةَ العذاب بهم من كلِّ الجهات؛ كقوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} الأعراف: ٤١، وكقوله عز وجل: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} الزمر: ١٦، وقال تعالى: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} الكهف: ٢٩.
وجعلَ اللَّه تعذيبَ أهل النار في الآخرة بالأسباب التي منَعتهم عن طاعة اللَّه
(١) في (ف): "لأنه"، بدل: "لأن الكي على الجبهة".
(٢) في (ف): "وإذا جلس الفقير مجلسًا"، بدل: "وإذا ضمه والفقير مجلس".
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٤٠)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٣/ ٤٣١).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٤٠).