Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وإنما خَصَّ هذه الشهورَ الأربعة بالنهي عن ظلم النفس فيها مع أنه حرامٌ في كل وقت بيانًا أنه فيها أغلظ، وهو كقوله تعالى في حق مكة: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} الآية الحج: ٢٥، والظلم في كل مكانٍ حرام، وقولِه تعالى: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} البقرة: ١٩٧ وكلُّ ذلك في كل وقت حرام، وقولِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في وعيدِ مَن زَنَى بحليلة الجار (١)، والزنا بكلِّ امرأةٍ حرام، فالتخصيص دلالةُ التغليظ في كل ذلك.
وقيل: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} بالبداءة بالقتال، ولا بأس بقتالِ مَن بدأكم له فيها.
وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً}: أي: جميعًا.
وقيل: أي: لا تظلموا فيهن أنفسكم إذا قوتلتُم فيهن بأنْ تتركوا القتال، لكنْ قاتلوهم في هذه الحالة.
وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}: لا مع المشركين؛ أي: حافظُ المتقين وناصرُهم، وهم الذين يتقون الشرك.
وقيل: أي: الذين يتَّقون هتك حرمة هذه الأشهر.
وقيل (٢): الذين يتقون بدء المشركين (٣) بالقتال فيها.
وقال عطاءٌ الخراساني: أحلَّ اللَّه القتال في الشهر الحرام بقوله: {بَرَاءَةٌ مِنَ
(١) رواه البخاري (٤٧٦١)، ومسلم (٨٦)، من حديث ابن مسعود رضي اللَّه عنه.
(٢) "وقيل" من (أ).
(٣) في (ف): "يتقون بداية المشركين"، وفي (ر): "يتقون الشرك".