Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ومكثا فيه لثلاثِ (١) ليالٍ يبيت عندهما عبد اللَّه بن أبي بكر وهو غلام لَقِنٌ، فكان يرجع منهما (٢) عند السَّحَر فيصبح مع قريشٍ بمكة فلا يسمع أمرًا يَكيدون به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، وكان عامر بن فُهيرة مولَى أبي بكر رضي اللَّه عنه يأتي بمنحةٍ بالليل بعد العِشاء فيبيتان في منحته، فإذا أَسحر رجع (٣).
وخرج الطلب من مكة، وقَفَوا آثارَهما إلى باب الغار ثم انقطع الأثر، فوقفوا على الجبل فوق الغار، فقال أبو بكر رضي اللَّه عنه: يا رسول اللَّه! لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال: "يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين اللَّهُ ثالثهما" (٤).
وقال واحدٌ: ندخل الغار، فقال أمية بن خلفٍ: ما أَرَبُكم إلى الغار؟ إن عليه لعنكبوتًا كان قبل ميلاد محمد، ثم جاء فبال في صَدْع الغار حتى سال بولُه بين يدي
= (٢٠/ ٤٤٣)، والعقيلي في "الضعفاء" (٣/ ٤٢٢ - ٤٢٣) من طريق عون بن عَمرٍو القَيسيِّ، عن أبي مُصعبٍ المكِّيِّ قال: أَدركْتُ زيدَ بنَ أَرْقَمَ وأنسَ بن مالكٍ والمغيرةَ بنَ شعبةَ فسمعْتُهم يتحدَّثون: أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةَ الغارِ. . .، فذكره، وعون -ويقال: عوين- بن عمرو القيسي، أعله العقيلي به وقال: لا يتابع عليه، وأبو مصعب المكي مجهول. وانظر: "نصب الراية" (١/ ١٢٣). وقصة نسج العنكبوت رواها أيضًا الإمام أحمد في "المسند" (٣٢٥١) بإسناد ضعيف كما ذكر محققوه، لكن قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (٤/ ٤٥١) عنه: هذا إسناد حَسَن، وهو من أَجودِ ما رُوِي في قصةِ نَسْج العنكبوتِ على فمِ الغارِ.
(١) "لثلاث" ليست في (أ).
(٢) في (ف): "عنهما".
(٣) قوله: "وكان عامر بن فهيرة. . . " لفظ البخاري في الرواية (٣٩٠٥): (ويَرْعَى عليهما عامرُ بن فُهَيرةَ مولَى أبي بكر مِنْحَةً من غنمِ، فيُريحُها عليهما حين تَذهبُ ساعةٌ من العِشاءِ، فيَبِيتان في رِسْلٍ، وهو لبنُ مِنْحَتِهما ورَضِيفِهما، حتى يَنْعِقَ بها عامرُ بنُ فُهَيْرةَ بغَلَسٍ، يَفعلُ ذلك في كلِّ ليلةٍ من تلك اللَّيالي الثَّلاثِ).
(٤) رواه البخاري (٤٦٦٣)، ومسلم (٢٣٨١)، من حديث أبي بكر رضي اللَّه عنه.