Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ثم قطعتُ الليلَ في مَهْمَهٍ... لا أسدًا أخشى ولا ذئبا
يغلبُني شوقي فأطوِي النَّوَى... ولم يَزَلْ ذو الشوقِ مغلوبا (١)
(٤٣) - {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}.
وقوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ} قال الحسين بن الفضل: هذا من لطيف المعاتَبة، ولو لم يفتتح الخطاب بالعفو لَمَا كان يقوم بقوله: {لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}، فطيَّب اللَّه نفسه بتصدير العفو (٢).
وقال القفَّال: ذكَر اللَّه في هذه الآية والآياتِ التي بعدها أحوالَ مَن تخلَّف عن غزوة تبوك وخلَّف غيره، وحلَّاهم بأوصافهم، وأذاع (٣) بذكرهم حتى عرَفهم المسلمون، وذكَر أيمانَهم وحجَجهم ومعاذيرهم الباطلة.
والمراد من ذلك واللَّه أعلم: أن تكون أوصاف مَن بعدهم من أهل النفاق مقرَّرةً عند العلماء مخلَّدةً في كتاب اللَّه تعالى، يُعرَف بما يوجد منها في الأخلاف (٤) نفاقُ المنافقين منهم إذ كان فاتهم زمانُ النبوة وانقطع الوحي، فإذا عرفوهم بأوصافهم لم يغترُّوا بظواهرهم ولم يأمنوهم على أنفسهم ودينهم.
(١) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٣٠).
(٢) في (أ): "بتقديم العفو"، وفي (ر): "بتصديق العفو"، والمثبت من (ف) وهو الموافق لما في "البسيط" للواحدي (١٠/ ٤٥٤).
(٣) في (ر) و (ف): "وبدأ".
(٤) في (أ) و (ر): "الأخلاق".