Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}: أي: في التخلف عن الغزو {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: يحتمِل: حتى يُطلعكَ اللَّه على نفاقهم فيكونَ ذلك آيةً من آيات النبوة إن لم تأذن لهم بالتخلُّف، أو (١) إنْ لم تأذن لهم يتبيَّن لك نفاقهم؛ لأنَّهم يتخلَّفون عنك ويفارقونك وإن لم تأذن لهم، والذين صدَقوا لا يفارقونك، فيتبيَّن لك هؤلاء من هؤلاء، ويظهر كذب المنافقين من صدق المؤمنين.
قال: وفيه دليل أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أذِن لهم بالتخلف (٢) بالاجتهاد لا بالأمر، إذ لو كان بأمرٍ لم يُعاتَب عليه، ووقع في اجتهاده أنهم معذورون فأذن لهم، ثم إنما عوتب مع أنه اجتهد -وله ذلك- لأنه ترَك الأفضلَ، وهو تركُ الإذن حتى يتبيَّن له الصادق من الكاذب، وعِتابُ الأنبياء يكون على ترك الأفضل مع فعل الفاضل (٣).
(٤٤) - {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}.
وقوله تعالى: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}: أي: أنْ لا يجاهدوا؛ كما في قوله تعالى: {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا} الأعراف: ١٧٢ أي: لا يستأذنك في التخلُّف بغير عذرٍ مَن كان يؤمن باللَّه فيطيعه بالأمر بالجهاد، وباليوم الآخر فيرجو فيه ثواب الجهاد، واللَّه عليم بمن يتَّقيهِ ولا يخالف أمرَه بالجهاد ولا يتخلَّف عنه.
(١) في النسخ: "و"، والمثبت من "التأويلات".
(٢) في (ر) و (ف): "في التخلف".
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٥/ ٣٧٩).