Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقيل: الإرجاء كان من اللَّه إذ أخفى أمرهم مدةً ثم بيَّن توبتهم على أجمل الوجوه حين قرن توبتهم بتوبته على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- والمهاجرين والأنصار، على ما نذكر في تلك الآية.
قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} ليقضيَ فيهم ما هو قاضٍ (١).
وهم ثلاتةُ نفر: كعب بن مالك من بني سلمة، وهلال بن أمية الواقفي، ومُرارة بن الربيع الزبيدي، وكانوا تخلَّفوا عن غزوة تبوك وفعلوا كما فعل أبو لبابة وأصحابه، وكانوا مرجئين لأمر اللَّه لا يتولاهم أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا يتبرؤون منهم، حتى نزلت: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وكانوا لم يُوْثِقوا أنفسهم بالسواري فلم يَدْروا أيُتاب عليهم أم يعذَّبون (٢).
وقال الضحاك: كانوا من أفاضل الصحابة مياسيرَ، ولم يتَّسع لهم العذرُ كما اتَّسع لأبي لبابة وأصحابه؛ لأنهم لم يبالغوا في التنصُّل (٣) والاعتذار كما فعل أبو لبابة، فأخِّر أمرهم (٤).
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: فوقَفَهم النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خمسين ليلة، ونهى الناس عن مكالمتهم ومخالطتهم، وأمر نساءهم بالاعتزال منهم، حتى شفَّهم القلق،
(١) ذكره الواحدي في "البسيط" (١١/ ٤٣).
(٢) في (أ): "يعذبون".
(٣) في (ر): "التوبة"، وسقطت الجملة من (ف).
(٤) ذكره الواحدي في "البسيط" (١١/ ٤٢) عن ابن عباس، وفيه بدل "فأخر أمرهم": (فوقف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرهم، ونهى الناس عن مكالمتهم ومخالطتهم، حتى نزل قوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} التوبة: ١١٨، الآيات بعد خمسين ليلة).