Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
الظالمِ أهلُه فاهْدِماه وحرِّقاه"، فهدَماه وحرَّقاه، وتفرَّقوا، ونزلت هذه الآية (١).
ورُوي أنهم بنَوه بكتاب أبي عامر بن النعمان -المعروف بالراهب- إليهم، وذلك أن أبا عامر هو الذي حزَّب الأحزاب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما انصرف المشركون بما انصرفوا به خرج إلى الشام يستنصِر قيصرَ على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكتب إلى هؤلاء المنافقين يأمرهم ببناء المسجد، وأخبرهم أنه سيظهر على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا جاء صلَّى في هذا المسجد، فنزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا}؛ أي: يضارُّون به أهل مسجد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا يقصدون به الخير (٢).
وقوله عز وجل: {وَكُفْرًا}؛ أي: كفرًا منهم باللَّه لأنهم اتَّخذوه لأبي عامرٍ المشركِ، وقصدوا به مخالفة اللَّه والرسول.
وقوله تعالى: {وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ}: ليصليَ بعضهم فيه جاهلًا (٣) بالحال، فيتفرَّقَ الناس عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا يتوفَّرون (٤) في مسجده.
وقوله تعالى: {وَإِرْصَادًا}: أي: إعدادًا، وقد أَرْصَدَ؛ أي: أَعَدَّ، ورَصَدَ؛ أي: ترقَّبَ.
وقوله تعالى: {لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ}: أي: أعدَّ (٥) المسجد لأبي عامر،
(١) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٥٣٠) عن ابن إسحاق، وروى نحوه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٦٧٣) من طريق ابن إسحاق عن الزهري، ويزيد بن رومان، وعبد اللَّه بن أبي بكر، وعاصم بن عمر بن قتادة.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٦٧٥ - ٦٧٩) عن ابن عباس وجمع من الأئمة.
(٣) في (أ) و (ف): "جاهلين".
(٤) في (أ) و (ر): "يتوقرون".
(٥) في (ر): "أعدوا".