Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
غزوٍ، ولا أنْ يَضِنُّوا بأنفسهم حتى ينفرد هو بتحمُّل المشقَّة دونهم، بل يلزمُهم جميعًا أن يخرجوا معه.
وقوله تعالى: {وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ}؛ أي: ولا أن يرغبوا، عطفًا على الأول، والرغبة: طلب المغفرة، فقولك: رغب في كذا؛ أي: طلب المنفعةَ به، وقولك: رغب عن كذا؛ أي: طلب المنفعة بتركه، ومعنى {وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ}؛ أي: يطلبوا المنفعة بتوقيَةِ أنفسهم دون نفسِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقال قطربٌ: أي: لا يَكرهوا لأنفسهم ما يَرضاه الرسولُ لنفسه.
وقال أبو الهيثم السِّجْزيُّ (١): أي: لا يكونوا أشفقَ على أنفسهم منهم على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقال ابن كيسان: أي: لا يرضَوا أن يكونوا في خَفْضٍ ودَعةٍ ورسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في شدةٍ ونصَب.
وقال القشيري رحمه اللَّه: أي: ليس لهم أن يُؤْثِروا على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا من أهل وولد ومال ونفسٍ وروح، ولا يخسرون بذلك به (٢).
ثم وصل به ما يحرِّكهم به عليه، وهو قوله تعالى:
(١) لعله عبيد اللَّه بن عبد اللَّهِ السِّجزِي أبو الهيثم، يروي عن أبي إسحاق السَّبيعِي، روى عنه ابنه حسين بن عبيد اللَّه. انظر: "الثقات" لابن حبان (٧/ ١٤٧). وفي موضع آخر من "الثقات" (٨/ ٤٠٤): عبيد اللَّه السجزِي أبو الهيثم يروي عن سُفْيان الثوْريِّ روى عنه قُتيبة بن سعيد الحكلايات. وفي "تاريخ الإسلام" للذهبي (٤/ ٦٨٨): عُبَيْدُ اللَّه بن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بن سِنَان بن طُغَانَ التُّرْكيُّ الخُراسانيُّ السِّجْزِيُّ الفقيهُ، أبو الهيثم، توفي (١٧١ - ١٨٠ هـ)، كان جَدُّه مُتَولِّيَ إمر، خراسانَ، وقد أُدخل عُبيدُ اللَّه وهو صغيرٌ على الحسنِ البَصريِّ وسَمع من أيوبَ السَّخْتِيَانيِّ، وهشامِ بن حسَّان، وابنِ إسحاقَ. وعنه: عثمانُ بنُ زائدةَ وهو أكبرُ منه، وابن المبارك، وغيرهما، كان من كبار الفقهاءِ، وما رأيتُ لأحدٍ فيه تضعيفًا.
(٢) "به" من (ف)، وفي "اللطائف": (وليس يخسرون على اللَّه، وأنى ذلك؟). انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٧٢).