Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
أعظمُها فذكرُه ذكرها، وإضافةُ اللَّه إليه إضافةُ (١) بيانِ خَلْقه ومُلْكه وقدرته وعلمه وعظمته وسلطانه (٢).
وقال القشيري رحمه اللَّه: لقد جاءكم رسولٌ يشاكِلُكم في البشرية لكنه يأتيكم فيما أفردناه (٣) به من الخصوصية، وأَلْبسناه لباسَ الرحمة عليكم، وأقمناه بشواهدِ العطف والشَّفقة على جملتكم، قد وكَل همَّته بشأنكم، و أكبر (٤) همَّته في إيمانكم.
وقوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أمرَه أن يدعوَ الخلق إلى التوحيد، ثم قال: فإن أعرضوا عن الإجابة فكنْ لنا بنعتِ التجريد.
ويقال: قال له: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ} الأنفال: ٦٤ ثم أمره بأن يقول: {حَسْبِيَ اللَّهُ}، وقوله: {حَسْبُكَ اللَّهُ} عينُ الجمع، وقوله: {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} تفرقةٌ، بل هو جمع الجمع؛ أي: قل، ولكنْ بنا تقول، فنحن المتولُّون عنك، وأنت مستهلَكٌ (٥) في عين التوحيد، فأنت بنا، ومحوٌ عن غيرنا (٦).
وروَى الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبيِّ بن كعب: أنهم جمعوا القرآن في مصحفٍ في خلافة أبي بكر رضي اللَّه عنه، فكان رجال يكتبون يملي عليهم أبيُّ بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية: {صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} ظنُّوا أنه آخرُ القرآن، فقال لهم أبي بن كعب: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أقرأني بعد هذه آيتين: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ} إلى آخر السورة، فهذا آخر ما أنزل من القرآن، فخُتم الأمرُ
(١) "إضافة" زيادة من (ف).
(٢) "وسلطانه" ليس من (أ).
(٣) في (ر) و (ف): "أوردناه".
(٤) في (أ): "أكثر".
(٥) في (ر): "ستهلك"، وفي (ف): "المستهلك".
(٦) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٧٦).