Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
حسناتٌ، فيُجازَى بها عند الموت، يخفَّفُ عنه كَرْبُ الموتِ، ثمَّ يفضي إلى الآخرة، وليسَتْ له حسنةٌ". أو كلام هذا معناه.
وعلى هذا معنى الآية: أنَّهم لا يستوجبون بتلك الأعمال إلَّا النَّار؛ لأنَّه إذا راءى بها لم يخلِصْها للَّه تعالى، وضيَّع أمرَه، ومَنْ ضيَّعَ فرائضَ اللَّهِ تعالى استوجبَ التَّعذيب عليه، وله العَفْوُ، وليسَ في الآيةِ أنَّه لا محالةَ يعذِّبهم بعمل المراءاة (١).
وقال الإمامُ القشيريُّ رحمَه اللَّه: يقولُ: مَن قنع هنا بالدُّنيا التي الدَّناءة صفتُها، مننَّا عليه بإمتاعِ أيَّامٍ تقلُّ مدَّتها، لكن يَعقبُ أَرْيَ كمالها شَريُ زوالِها، ويتبعُ طعمَ عسلِها سمُّ حنظَلِها (٢).
(١٧) - {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}.
وقوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ}: استفهامٌ بمعنى النَّفي، والآيةُ في بيان عدم التَّسوية بينَ المؤمنين وهم المذكورون في هذه الآية، وبينَ المشركين وهم المذكورون في الآية الأولى.
معناه: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ}؛ أي: حجَّةٍ وبيان، وهم المؤمنون بمحمَّد والقرآن، فهم على حجَّة بمجيء محمَّد عليه السلام {وَيَتْلُوهُ}؛ أي: ويتبعُ محمَّدًا (٣)
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٦/ ١٠٧ - ١٠٨).
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٢٨). والأري: العسل، والشري: الحنظل.
(٣) في (أ): "ويتلوه محمد"، وفي (ر) و (ف): "ويتبع محمد"، والصواب المثبت.