Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
أحدها: أنَّ مَن ارتكبَ صغيرةً فإنَّه يُخافُ عليه التَّعذيبُ ولا يصيرُ كافرًا، ومَن ارتكبَ كبيرةً لم يخرجْ من الإيمان؛ لأنَّ إخوةَ يوسفَ همُّوا بقتلِه (١) أو طرحِه في الجُبِّ، والتَّغييبِ عن وجه أبيه وإخلائه (٢) عنه، وذلك لا يخلو منهم: إمَّا أن تكون صغيرةً أو كبيرةً؛ فإنْ كانت صغيرةً فقد استغفروا عليها بقولهم: {يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} يوسف: ٩٧، دلَّ أنَّهم إنَّما استغفروا لِمَا خافوا من (٣) العذابِ عليها وإنْ كانت كبيرةً، فلم يخرجوا عن الإيمان حيث صاروا (٤) أنبياءَ مِن بعدُ، وصاروا قومًا صالحين.
دلَّ ما ذكرنا على نقض قولِ المعتزلة في صاحب الصَّغيرة: إنَّه لا يعذَّبُ عليها، وصاحبِ الكبيرة: إنَّه يخرجُ من الإيمان، ونقضِ الخوارج في قولهم: إنَّه إذا ارتكب كبيرةً أو صغيرةً صار به كافرًا مشركًا باللَّه (٥)، ونقضِ قولِ مَن يقول: إنَّ مَن كذَبَ متعمِّدًا أو وعَدَ فأَخلفَ أو اؤتمنَ فخانَ يصير منافقًا؛ لأنَّ إخوةَ يوسفَ ائتُمِنوا فخانوا، ووَعدوا فأَخلفوا، وحدَّثوا فكذَبوا، فلم يصيروا منافقين لأنَّهم قالوا: أكلَه الذِّئبُ، وما أكلَه، وهو (٦) كذبٌ، واؤتمنوا فخانوا حين ألقوه في الجبِّ، ووَعدوا أنَّهم يحفظونَه فلم يحفظوه.
فإن قيل: رُويَ عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "ثلاثٌ مِن علاماتِ النِّفاقِ: إذا حدَّثَ
(١) في (ف): "بقتل يوسف".
(٢) في (ف): "وإجلائه".
(٣) "من" من (ف).
(٤) في (أ) و (ر): "صاروا به".
(٥) "باللَّه" من (أ).
(٦) في (ر) و (ف): "لأنه".