Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال عثمان بن عبد العزيز الحيريُّ: وكان سيِّدُ القوم مالكَ بن دُعْر الخزاعيَّ من العرب.
وقيل: هو مالك بن دُعْر بن ثويب بن عباد بن مدين بن إبراهيم من أهل مدين؛ ابن أخي شعيب (١).
{وَارِدَهُمْ} بُشَير، وكان لمالكٍ غلامان: بُشير، وبُشرى، فأدلى بُشيرٌ دلوه، فتعلَّق بها يوسفُ، فقعدَ فيها فأمسكَ الحبلَ بيدِه، فطلعَ الغلامُ مِن الدَّلو يتكلَّمُ بغير كلام السَّيَّارة، ولم يروا مثلَه حُسنًا وجمالًا ونضرة وتمامًا، فلمَّا نظر إلى الغلام قال لأصحابِه: يا بُشرى، أو قال لصاحبِه: يا بُشرى؛ وهو اسمُه.
{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}: كتموه عن القوم، وقالوا لأهل القافلة: بضاعةٌ استبْضَعَناه أهلُ الماء نبيعُه لهم بمصر، وكان ذلك بأعينِ إخوة يوسف، فجاؤوهم (٢) وقالوا لهم: هل لكم أن تشتروا منَّا هذا الغلام؟ قالوا: أَوَ مملوكٌ هو لكم؟ قالوا: نعم، قالوا: حاشا للَّه، ما هذا بمملوكٍ، ولا موسومٍ بالعبوديَّة، ولكنَّه موسومٌ بسيما الأحرارِ والكرام، فما قصَّة هذا الغلام؟
قالوا: وُلد في حجورنا، ونشأ بينَنا، وربَّيناه بأيدينا، فأحبَّه أبونا، فأكرمَه وآثرَه ونعَّمَه ووَمَقَهُ (٣)، فصرفَ وجهَه وغلبَ عليه، فأدرَكَنا ما يدركُ النَّاسَ مِن الغيرة والحسد، وغاظنَا أن يكونَ عبدُنا أحبَّ إلى أبينا منَّا، وليس بمملوكٍ لأبينا، ولكنَّه ابن أَمَةٍ لأمِّنا، وقد وَهَبَتْهُ لنا، وأذنَتْ لنا في بيعِه، وكرهَتْ قربَه مِن أجلِنَا، فلمَّا سمعَتِ السيَّارة مقالَتهم، ورأوا حالَتَهم وحسنَ هيأتِهِم، صدَّقوهم فاشتروه منهم.
(١) رواه الطبري في "تاريخه" (١/ ٣٣٥) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، ورواه في "التفسير" (١٣/ ٦١) عن ابن إسحاق.
(٢) في (ف): "فجاؤوا".
(٣) ومقه: أحبَّه. انظر: "الصحاح" للجوهري (مادة: ومق).