Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
كيف هلكوا بصنيعِهم (١) على الأنبياءِ عليهم السلام، فأحبَّ أن يقفَ على حالِه فيخرجَه، فتزولَ محنتُه قبلَ أنْ (٢) يهلكَ كما هلكَ مَنْ تقدَّمه مِن معذِّبي (٣) الأنبياء.
ودليلُ أنَّه لا يجوز صرف الآية إلى استعانةِ يوسفَ بغير اللَّهِ: أنَّه لو كان هكذا لم يتكلَّف الشَّيطانُ إنساءَه؛ إذِ الاستعانةُ بغير اللَّه مِن غير رؤيةِ سببِ اللَّهِ شركٌ، والشَّيطانُ يعينُ على إقامة الشِّرك، فلمَّا أنساه عُلمَ أنَّه يذكِّرُه التَّوحيد، ويجعله رسولًا إلى الملِك بإخباره عن دينِه الخالص للَّه، فأحبَّ الشَّيطان ألَّا يَعلَمَ الملكُ مِن حالِه ودينِه، فيجيبَه، فأنساه.
وحقيقةُ الإنساء مِن اللَّه تعالى؛ إذ هو المقدِّر، لكنَّه أُضِيْفَ إلى الشَّيطان على ما قلْنَا مِن إضافة القبائحِ إلى الشَّيطان؛ لتكلُّفه (٤) في تحصيلِها، وقد يُضافُ إلى المتكلِّف للشَّيء ذلك الشَّيءُ، وإنْ لم يكن هو المحصِّلَ في الحقيقة.
وما رُوِيَ في الخبر: أنَّ جبريلَ عليه السلام قال له في السِّجن: يقولُ اللَّه تعالى: أَمَا استحيَيْتَ حينَ استعَنْتَ بغيري، فقد حكمْتُ عليك بالسِّجن بضعَ سنيْنَ؟ قال يوسفُ: يا جبريلُ، أهو عنِّي راضٍ؟ فقال: نعم، قال: ما أبالي بالسِّجن بعدَ أن يكونَ اللَّهُ عنِّي راضيًا.
وما رُوِي عن النَّبيِّ عليه السلام: "رَحِمَ اللَّهُ أخي يوسفَ، لو لم يستعِنْ بصاحِبِ السِّجنِ ما أُغْلِقَ عليه بابُ السِّجنِ ساعةً" (٥) = إنْ صحَّتْ هذه الأخبار -فإنَّا لا نشهدُ
(١) في (ر): "بإبائهم".
(٢) في (أ): "فلا" بدل من "قبل أن".
(٣) في (ر): "مكذبي".
(٤) في (أ): "لتمكنه" وفي (ف): "لتكليفه".
(٥) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٣١٠)، والطبري في "تفسيره" (١٣/ ١٧٣)، عن قتادة قال: بلغني =