Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
على صحَّتها؛ إذ ليس في القرآنِ شاهدٌ لهذه الأخبار، فإنْ صحَّتْ- فمعناها أنَّه عُوتِبَ بالتَّقصير في الدَّعوة، كان الكلام في دعوته قصيرًا لم يقفْ عليه الَّذي نجا من السِّجن وتوهَّم أنَّه يستعين بسيِّده، وإنْ كانَ هو محمِّلًا إيَّاه رسالتَه إليه في التَّوحيد، فعوتِبَ: إنَّك لم تشرحْ عليه الكلام، فقصَّرتَ الدَّعوةَ؛ لا أنَّها أخطأَتْ موقعَها، دليلُه قولُ جبريل عليه السلام بأنَّ اللَّه عنكَ راضٍ؛ لو كان في باطنِه وظاهرِه مستعينًا بغير اللَّهِ لم يكنِ اللَّهُ عنه راضيًا.
وأخبرَ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّ يوسفَ حمَّلَ النَّاجي من السِّجن دعوتَه، حملَها غيرَ مكشوفةٍ، حتَّى فهم النَّاجي الاستعانةَ بسيِّدِه لتخليصِه وإخراجِه، فعُوْتِبَ لقصور الدَّعوةِ، لا للخطأ مِن جهةِ الاستعانة.
ومعنى قوله عليه السَّلام: "لو لم يستعِنْ"؛ يعني: لو لم يكلِّمه بكلمةِ الاستعانةِ،
= أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لو لم يستعن يوسف على ربّه، ما لبث في السجن طول ما لبث".
وروى نحوه ابن حبان في "صحيحه" (٦٢٠٦) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "رَحِمَ اللَّهُ يوسفَ لولا الكلمةُ التي قالها: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} ما لَبِثَ في السجنِ ما لَبِثَ. . . " الحديث، وتعقبه ابن كثير في "البداية والنهاية" (١/ ٤٧٨) بسبب إدراج هذا الحديث في صحيحه، وقال: إنه حديث منكر من هذا الوجه، ومحمد بن عمرو بن علقمة له أشياء ينفرد بها وفيها نكارة، وهذه اللفظة من أنكرها وأشدها.
وبنحو لفظ ابن حبان رواه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (١٦٠)، والطبري في "تفسيره" (١٣/ ١٧٣)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١١٦٤٠) من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما. وإسناده ضعيف جدًّا كما قال ابن كثير في "تفسيره" عند تفسير هذه الآية؛ قال: لأنَّ سفيان بن وكيع ضعيف، وإبراهيم بن يزيد -هو الخوزي- أضعف منه أيضًا. وقد روي عن الحسن وقتادة مرسلًا عن كلٍّ منهما، وهذه المرسلات هاهنا لا تقبل لو قبل المرسل من حيث هو في غير هذا الموطن، واللَّه أعلم.