Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ... كُنْتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي (١)
هذا عن أبي عبيدةَ والزَّجَّاج (٢)، والأوَّل عن ابن عبَّاس ومجاهد وقتادة (٣).
وقرأ حمزةُ والكسائيُّ: {تَعْصِرُونَ} بالتَّاء على الخطاب (٤)، ردًّا إلى قوله تعالى: {يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}، وقرأ الباقون بياء المغايبة، ردًّا على قوله تعالى: {يُغَاثُ النَّاسُ}، وهم أهل مصر.
قالوا: إنَّ اللَّهَ تعالى ذكرَ مِن هذا السَّاقي أدبًا، ومن يوسفَ عليه السلام كرمًا؛ أمَّا أدبُ السَّاقي فإنَّه لم يذهب إلى السِّجن للسُّؤال إلَّا بإذن، وأمَّا كرم يوسف صلوات اللَّه عليه فإنَّه عجَّل جوَاب سؤالِه ولم يعاتِبْه على ما كان منه من نسيانه، لم يقلْ له: لم تذكرْني بعدما قلْتُ لك: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}، حتَّى وقعَتْ لكم هذه المهمَّة.
ولمَّا سمع السَّاقي منه تعبيرَه للرُّؤيا (٥)، ورجعَ إلى الملكِ وأخبرَه به، أعجبَه وانكشفَ عنه كربُهُ وحزنُهُ (٦)، وقال: ائتوني بهذا الرَّجل الحكيم العليم أُكرمْه وأشرِّفه وأرفع منزلَتَه وأقرِّبه منِّي، فإنَّه ليس مثلُه يُضيَّعُ ولا يُهان ولا يُعذَّب (٧).
(١) البيت لعدي بن زيد التميمي، كما في "ديوانه" (ص: ٩٣)، و"البيان والتبيين" للجاحظ (٢/ ٢٤٢)، و"الشعر والشعراء" لابن قتيبة (١/ ٢٢٩)، و"جمهرة اللغة" لابن دريد (٢/ ٧٣١).
(٢) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (١/ ٣١٣)، و"معاني القرآن" للزجاج (٣/ ١١٤).
(٣) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٣/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٤) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٣٤٩)، و"التيسير" للداني (ص: ١٢٩).
(٥) في (ف) و (أ): "هذه الرؤيا".
(٦) في (ف): "وحزنه قوله تعالى وقال الملك ائتوني به".
(٧) في (ف): "يعذب فلما جاءه الرسول أي".