Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
فيا أسَفَا على سَلْمِ بن عَمْرٍو... ويا حَزَنا عليه ولَهْفَ نَفْسِي (١)
والأسفُ: أشدُّ الحزنِ على الغائبِ، وهو أشدُّ الغضبِ أيضًا، ويجوز أن يكون اجتمعَ له المعنيان؛ الحزنُ على فقدِ يوسف، والغضبُ على إخوة يوسف، أو على نفسِه ببعْثِ بنيامين معهم.
والصِّيغةُ صيغةُ نداءٍ (٢)، ومعناها: يا حزنُ هذا وقتُكَ فاحضر. والألفُ في آخره للنُّدبةِ، وأصلُه: واأسفاه، مع هاء الاستراحة، ثمَّ حُذفَتِ الهاء للتَّخفيف (٣).
وقوله تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ}: قيل: هو ذهابُ بصرِه؛ قال مقاتل: لم يبصرْ ستَّ سنينَ (٤).
وقال الأستاذُ أبو عليٍّ الدَّقاق: لم يقل: عَمِي؛ لأنَّه لم يذهبْ بصرُه ذهابَ فواتٍ، لكن كان حِجابًا عن رؤيةِ غيرِ يوسف.
وكان إخوتُه غيَّبوه ليخْلُوَ لهم وجهُ أبيهم، فيخلصَ لهم نظرُه، فلم يرضَوا بنظرِه إليهم مع يوسف، ففاتهم أصلًا، وكذلك مَن طلبَ الكلَّ فاتَه الكلُّ (٥).
(١) البيت لعمرو بن معدي كرب قاله في ابنه خُزَزَ، وكان قتله في بعض حروبه وهو لا يشعر أنه ابنه، فلما عرفه قال فيه أبياتًا هذا منها. انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (٤٦/ ٣٩٦)، و"توضيح المشتبه" (٣/ ١٧٥)، وروايته فيهما:
يا أسفا على خُزَزَ بن عمرو... فيا ندمي عليه ولهف نفسي
(٢) في (ف): "نداء ونعت".
(٣) "للتخفيف" ليس في (ف).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٤٧)، والواحدي في "البسيط" (١٢/ ٢١٤).
(٥) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٩٩ - ٢٠٠).