Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
قال: وقيل: إنَّ وجودَ الرِّيح مجازٌ عن وجود دلائل الوصال وأمَارته، وهو كما يُقال: إنَّي لأجدُ ريحَ الفتنةِ، وقد هبَّتْ لفلانٍ ريحٌ (١).
ولقد تنسَّمْتُ الرِّياحَ لحاجتي... فإذا لها مِنْ راحَتَيْكَ نسيمُ (٢)
وكأنَّه علمَ بمكان يوسف بوحيٍ مِن اللَّه بقصد حامل القميص.
وروي أنَّه لَمَّا أخرجَ قميصَه قال: مَنْ يحملُه؟ قال يهوذا: أنا أولى بحملِه؛ لأنِّي حملْتُ إليه قميصَه الملطَّخَ بالدَّم، وأخبرتُه بأنَّ الذِّئبَ أكلَه، فكنْتُ سببَ حزنِهِ، فأحمل إليه هذا القميصَ فأكونُ سببَ سرورِهِ.
وقيل: إنَّ يعقوبَ كان يتعرَّفُ خبرَ يوسف من الرِّياح كثيرًا، حتَّى جاءَ الإذنُ للرِّياح بحملِ ريحِهِ إليه، وسُنّة الأحبابِ مسائلةُ الدِّيار ومخاطبةُ الأطلال ومراسلةُ الرِّياح. قالَ قائلُهم:
وإنِّي لأستَهْدِي الرِّياحَ نسيمَكُمْ... إذا أقبلَتْ مِنْ نحوِكُم بهبوبِ
وأسألُها حملَ السَّلام إليكمُ... فإنْ هيَ يومًا بلَّغَتْ فأجيبوا (٣)
(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٢٠٥ - ٢٠٦).
(٢) البيت لأبي العتاهية. انظر: "ديوانه" (ص: ٣٢٢)، و"زهر الآداب" للقيرواني (٢/ ٣٨١)، و"الحماسة البصرية" (١/ ١٧٢)، و"نهاية الأرب" للنويري (٤/ ٣٢٥).
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٢٠٦ - ٢٠٧). ونسب لمحمد بن رزق القرطبي في "جذوة المقتبس" لابن أبي نصر (ص: ٥٦)، و"المحمدون من الشعراء" للقفطي (ص: ٣٥٢)، بيتان قريبان من هذين البيتين، وهما:
وإني لأستهدي الرياحَ سلامَكُم... إذا ما نسيمٌ من بلادِكُم هَبَّا
وأسألُها حَمْلَ السلامِ إليكم... لتعلَمَ أني لا أزالُ بكم صَبَّا