Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقيل: لَمَّا ذكرَ ثوابَ المتَّقين وعقاب الغاوين ذكرَ أنَّه غفورٌ رحيمٌ لهؤلاء، وعذابُه أليمٌ لهؤلاء.
وروي أنَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خرجَ يومًا فرأى أصحابَه يضحكونَ، فقال لهم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكْتُم قليلًا ولبكيْتُم كثيرًا"، فأخذوا يبكون، فنزلَ جبريلُ بهذه الآية (١).
وقال القشيريُّ: لَمَّا ذكرَ حديثَ المتَّقين وما لهم مِن رفيعِ المنزلةِ علِمَ انكسارَ قلوبِ العاصين، فتدارَكَ قلوبَهم وقال لنبيِّه: أخبرْ عبادي العاصِيْنَ: {أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}؛ أي: إنْ كنْتُ الشَّكُورَ الكريمَ بالمطيعين، فإنِّي أنا الغفورُ الرَّحيمُ للعاصين (٢).
وفي الأخبار: لَمَّا نزلَ قولُه: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} الحجر: ٤٣ ووصفَ جبريلُ عليه السلام لرسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ما في جهنَّم، احتجبَ عن النَّاسِ أيَّامًا يبكي، وجاءَ سلمانُ فاطمةَ وأخبرَها به، فجاءَتْ إلى النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالَتْ: يا أبتاه، ما الَّذي أصابَكَ؟ فذكَرَ لها نزولَ هذه الآيةِ، وبعضَ ما وصفَ له جبريلُ مِن ذلكَ، وقالَ: "إنَّ حرَّها شديد، وقَعرَها بعيد، وحليَّها حديد، وشرابَها الحميمُ والصَّديد، وثيابَها
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٨٢)، والسمرقندي في "تفسيره" (٢/ ٢٥٨)، والثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٣٤٣) من حديث رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ورواه البزار في "مسنده" (٢٢١٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٣/ ١٠٤) من طريق مصعب بن ثابت عن عبد اللَّه بن الزبير، وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللفظ، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا ابن الزبير، ولا نعلم له طريقًا إلا هذا الطريق، ولا نعلم أن مصعب بن ثابت سمع من ابن الزبير.
وبعض هذا الحديث متفق عليه، وهو قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا"، رواه البخاري (٤٦٢١)، ومسلم (٢٣٥٩)، من حديث أنس رضي اللَّه عنه.
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٢٧٤).