Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
عسلًا"، فسقاه عسلًا، فما زاده إلَّا استطلاقًا، فعاد إلى النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر له ذلك، فقال: "اسقهِ عسلًا"، فسقاه ثانيًا، فما زادَه إلَّا استطلاقًا، إلى أن سقاه ثالثًا فاستمسَك، فذكر ذلك للنَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "صدقَ اللَّهُ وكذَبَ بطنُ أخيْكَ" (١).
وقال الحارثُ بن عبد اللَّه (٢) الأعور: جاء رجلٌ إلى عليِّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، فشكا إليه سوءَ الحفظ، فقال: أترجع إلى أهلٍ؟ قال: نعم، فقال: قل لها تعطيك من مهرِها درهمين عن طيب نفسٍ، فاشترِ بهما لبنًا وعسلًا، واشربهما مع شربةٍ من ماء المطر على الرِّيق = تُرْزَقْ حفظًا (٣).
فسُئِلَ الحسين بن الفضل عن هذا، فقال: أخذه من قول اللَّه تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} ق: ٩، وفي اللَّبن: {خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} النحل: ٦٦، وفي العسل: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} النحل: ٦٩، وفي المهر: {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} النساء: ٤،
(١) رواه البخاري (٥٦٨٤)، ومسلم (٢٢١٧)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، إلا أن قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيهما: "صدق اللَّه وكذب بطن أخيك" كان قبل الثالثة.
(٢) ما بين معكوفتين من "التقريب"، وفيه: الحارث بن عبد اللَّه الأعور الهمداني الكوفي أبو زهير صاحب علي، كذبه الشعبي في رأيه، وفي حديثه ضعف.
(٣) ذكره الألوسي في "روح المعاني" (٥/ ٣٠٢) نقلًا عن كتاب العياشي من الإمامية. والعياشي هو محمد بن مسعود، من أهل سمرقند، له ما يزيد على مئتي كتاب، توفي نحو سنة (٣٢٠ هـ). انظر: "الفهرست" لابن النديم (ص: ٢٤٤).
وروى نحوه ابن المنذر في "تفسيره" (٢/ ٥٦٠)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٨٦٢)، عن علي قال: إذا اشتكى أحدكم، فليسأل امرأته ثلاثة دراهم أو نحوها، فليشترِ بها عسلًا، وليأخذ من ماء السماء، فيجمع هنيئًا مريئًا، وشفاءً مباركًا. قال ابن حجر في "فتح الباري" (١٠/ ١٧٠): رواه ابن أبي حاتم بسند حسن.