Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}: ولمَّا أخبر اللَّه بقصة أصحاب الكهف، وكانوا قالوا له: إن أخبرتنا بما سألْنا عنه (١) صدَّقناك واتَّبعناك، فلما أخبرهم به قالوا: اطرد عنك (٢) الفقراء والسفلة الذين اجتمعوا عندك نتَّبعْك، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية في نهيه عن ذلك.
وروي عن سلمان الفارسي قال: جاءت المؤلَّفة قلوبهم إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- -عيينةُ بن بدر والأقرعُ بن حابس وذووهم- فقالوا: يا رسول اللَّه، لو جلستَ في صدر المسجد ونفيتَ عنا هؤلاء وأرواحَ جِبَابهم - يعنون سلمانَ وأبا ذر وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جِبَابُ الصوف، ولم يكن عليهم غيرُها- لجلسنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك، فأنزل اللَّه تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ} حتى بلغ (٣): {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا} يهدِّدهم (٤) بالنار، فقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يلتمِسهم حتى أصابهم في مؤخَّر المسجد يذكرون اللَّه تعالى، فقال: "الحمد للَّه الذي لم يُمِتْني حتى أمرني أن أَصبِرَ نفسي مع رجالٍ من أمتي، معكم المحيا ومعكم الممات" (٥).
وعن الحسن: أن مشركي العرب كانوا يقولون للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن أردتَ أن نجالسك فاطردْ عنا هؤلاء فإنَّا قوم لنا أخطار وأحساب، فأنزل اللَّه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} إلى قوله: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}.
(١) في (أ) و (ف): "سألناك".
(٢) "عنك" ليست في (أ).
(٣) في (أ): "إلى قوله".
(٤) في (أ): "فهددهم"، وفي المصادر: (يتهددهم).
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٤٠ - ٢٤١)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٣٤٥)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٢٩٧)، وما بين معكوفتين من هذه المصادر.