Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ووجهٌ آخر: ما أشهدتُ هؤلاء المشركين الذين يَنهون النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مجالسةِ الفقراء والضعفاء {خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ}؛ أي: لم أستعِنْ بهم في شيءٍ من خلقي ولا تدبيري (١)، بل هم مخلوقون أنا خلقتُهم من ماءٍ مَهين، وما كنتُ لأتَّخذهم وهذه حالُهم عضدًا؛ لأنَّهم مضلُّون فلا أعتضِد بهم في ديني (٢)، فلا تلتفتْ يا محمد إلى قولهم: لو أسلمنا أسلم الناس بإسلامنا، فأنا مستغنٍ وأنت عنهم.
وقوله تعالى: {وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} وإن كان لا يُتصوَّر شهودُ الإنسان خلقَ نفسه للإعانة (٣)، لأنه مبالغة في النفي فلا يقتضي التصوُّر، وكأنه قال: ما خلقوا أنفسهم ولا أعانوا على خلق غيرهم.
وقال محمد بن جرير: أي: ما أشهدتُ بعضَهم خلقَ بعضٍ فأستعينَ به وبرأيه (٤)، بل انفردتُ بخلقِ جميع ذلك بغيرِ مُعين (٥)، وهو كقوله: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} الحجرات: ١١؛ أي: لا يَلمِزْ بعضُكم بعضًا، وقوله تعالى: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} النور: ٦١؛ أي: فلْيسلِّم بعضكم على بعضٍ.
(٥٢) - {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا}.
(١) في (ر): "بشيء من تدبيري ولا تقديري".
(٢) في (ر) و (ف): "دنيا".
(٣) في (أ): "للإعادة".
(٤) في (ر) و (ف): "فأستنصر به وبرأيه". وعبارة الطبري: (فأستعين به على خلقه).
(٥) انظر: "تفسير الطبري" (١٥/ ٢٩٤).