Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
(٤٢) - {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا}.
{إِذْ قَالَ}: إبراهيم {لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ}: التاء فيه للمبالغة كما في العلَّامة والنسَّابة، وكسرت طلبًا لياء الإضافة، والوقفُ بالتاء لهذه العلة، وأجاز الزجَّاج الوقف بالهاء (١).
وقيل: التاء عوضٌ عن ياء الإضافة، وفي قراءة ابن عامر: {يا أبتَ} بالفتح (٢)، على إرادةِ: يا أبتاه، على النُّدبة.
وقوله تعالى: {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ} من اللَّه {شَيْئًا}: وهذه صفاتُ نقصٍ وعجز، فلا يَستحقُّ صاحبُها العبادة، ولو أن إنسانًا خدم مثلَه (٣) في الدنيا مع علمه بعجزه عن أن يَدفع عن خادمه ضرًّا، أو يجلبَ له نفعًا، أو يعلمَ بخدمةِ مَن يخدمه، لكان هذا الإنسان سفيهَ الرأي عند العقلاء، فكيف حالُ مَن هو أدنى من هذه الأحوال؛ من حجرٍ نحتَه بيده، أو خشبٍ اتَّخذه معبودًا له؟
(٤٣) - {يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا}.
وقوله تعالى: {يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ}: أي: أنا في (٤) العلم والمعرفة فوقك بما خصَّني اللَّه تعالى به من النبوة، فأنا على يقين من ضلال ما أنت فيه من عبادة الأصنام.
وقوله تعالى: {فَاتَّبِعْنِي}: أي: فاقتدِ في العبادة بي، واعبدْ مَن أعبدُ أنا، وهو
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ٨٩).
(٢) في جميع القرآن. انظر: "السبعة" (ص: ٣٤٤)، و"التيسير" (ص: ١٢٧).
(٣) أي: لو أن إنسانًا خدم إنسانًا آخر له مثل هذه الصفات من عدم السمع والبصر والإغناء.
(٤) في (ر) و (ف): "أي أتاني".