Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
فيَكِلكَ اللَّه إليه ويتبرأَ منك ولا يتولَّاك، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} النساء: ١١٩، ومَن كان الشيطان وليًّا له فهو وليُّ الشيطان؛ لأن الموالاة تقوم بالطرفين.
وفي هذا الخطاب كلُّ ما يحتاج إليه من أسباب التنبيه، فإن إبراهيم عليه السلام افتَتح بمعاتبته على عبادة الأوثان وبيَّن نقائصَها، ثم ثنَّى بالدعاء إلى تأمُّل (١) ما جاء به من العلم، وهو أمر بالنظر وتركِ التقليد، ثم ثلَّث بأن التقليد وتركَ النظر مِن عمل الشيطان، وطاعةُ الشيطان (٢) غيرُ جائزة في العقول، ثم ختم بالوعيد الزاجر عن المعصية الباعثِ على الانقياد للحق.
وفيه دليل على أن العالم يلزمُه الدعاءُ إلى الحق القريب والبعيد، والمبالغةُ في النصح والإيضاحِ (٣) للبرهان.
وفيه دليلُ وجوبِ احترام الأب وإن كان كافرًا، فإنه خاطبه مرات بقوله: {يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ} الآيةَ.
(٤٦) - {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}.
وقوله تعالى: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ}: أي: أزاهدٌ أنت من عبادةِ آلهتي وتعظيمِها، وذاكر لها بسوءٍ، ولم يتأمَّلْ فيما دلَّه عليه، وأصرَّ على تماديه في ضلالته وجهالته، وأنكر عليه اتِّباعَ الحق والدعاءَ إليه.
(١) "تأمل" من (أ).
(٢) في (أ): "أو طاعة" بدل: "وطاعة الشيطان".
(٣) في (ر) و (ف): "والإفصاح".