Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وسمى نبيه عليه الصلاة والسلام نورًا بقوله: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} المائدة: ١٥؛ لأنَّه يهدي إلى الحق.
فاللَّهُ هادٍ، وكتابُه هادٍ، ونبيُّه هادٍ، وما ركَّب في العباد من العقول حتى ميَّزوا ما (١) بين الأشياء هاد، وكلُّ ذلك نورٌ، وإضافتُه إلى اللَّه على معنى أنه هو الواضعُ له والهادي به، ولأن الأمور (٢) كلَّها للَّه، فأضاف أشرفَها إلى نفسه كما أضاف بعضَ الشهور وبعضَ الأيام وبعضَ البيوت وبعضَ الأموال إلى نفسه تشريفًا لها.
وقوله تعالى: {كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}: أي: صفةُ نوره ككوَّةٍ غيرِ نافذة وُضع فيها مصباحٌ في قنديلٍ مِن أصفَى زجاجٍ يكون، قد أُوقد بأصفَى زيتٍ يكون، فاجتمع في المشكاة ضوءُ المصباح إلى ضوء الزجاجة إلى ضوء الزيت، فصار ذلك نورًا على نور، فاجتمعت في المشكاة هذه الأنوارُ فصارت كأنوَرِ ما يكون، وكذلك براهينُ اللَّه تعالى في وضوحها ومنافعها (٣) هي على غاية ما يكون عليه مثلُها، فليس ظلام الضلالِ من جهةِ قصور البيان وضعفِ البرهان، بل بتعاميهم وتماديهم في معاصيهم.
وقال الهيثم بن عدي: المشكاة حبشيةٌ (٤).
(١) "ما" ليست من (ف).
(٢) في (أ): "الأنوار".
(٣) في (أ): "وتتابعها"، وفي (ف): "وينائعها".
(٤) رواه عبد بن حميد في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" (٦/ ١٩٩) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨/ ٢٥٩٥) عن مجاهد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٩٩٦٧) عن سعيد بن عياض، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٤/ ١٠٣) عن الكلبي. وزاد الواحدي في "البسيط" (١٦/ ٢٦١) السدي وعكرمة.