Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
بالملامة، ويتجرَّع كاسات الندامة، فيرتقي عن هذأ باستدامة قصده، والتنقِّي (١) عما كان عليه في أوقات جهله، فإذا استقام فيه كوشف بنور المراقبة، فيعلم دائمًا أنه سبحانه مطَّلع عليه، ثم بعد هذا نورُ المحاضرة، وهي لوائح تبدو في السرائر، ثم بعد ذلك نورُ المكاشفة، وذلك بتجلِّي الصفات، ثم بعده أنوار المشاهدة، فيصير ليله نهارًا ونجومُه أقمارًا وأقماره بدورًا وبدوره شموسًا، ثم بعد هذا نور التوحيد، وعند ذلك تحقيق التجريد بخصائص التفريد، ثم (٢) ما لا تتناوله عبارة ولا تدركه إشارة، فالألسنة عند ذلك خُرْس، والشواهد طُمْس، وشهودُ الغير عند ذلك مُحال، فعند ذلك: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {انْفَطَرَتْ} وما ظهر لهم من القِدَم صار إلى العدم، جلَّت الأَحَديَّة، وعزَّتِ الصَّمَديَّة، وتقدَّستِ الرُّبوبيَّة، وتنزَّهتِ الأُلوهية (٣).
ثم إنما شبَّه المعرفة بالمصباح وهو سريعُ الانطفاء، وقلبَ المؤمن بالزُّجاج وهو سريع الانكسار، ولم يشبِّهْها بالشمس التي لا تُطفأ، ولا قلبَ المؤمن بالأشياء الصُّلبة التي لا تُكسر؛ تنبيهًا أنه على خطر وجديرٌ بحذر (٤).
وقوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}: ذكرنا لها وجوهًا في النَّظم، ووجهٌ آخر: {وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} وهم {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ} إلى آخره، وهو (٥) {فِي
(١) في (ف): "والتبقي".
(٢) في (ر): "مما"، وفي (ف): "لمن".
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٦١١ - ٦١٤)، وما بين معكوفتين منه.
(٤) في (ر) و (ف): "وجدير أن يحذر".
(٥) في (أ): "وهم".