Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
والتنوينُ في قوله: {جَاعِلٌ} مع النَّصب في قوله: {خَلِيفَةً} دلالةُ الفعل، وذلك الفعلُ هو الواقعُ على قوله: {خَلِيفَةً}، وتقديره: سأجعلُ خليفةً، وهو خلافُ تركِ التنوين والذِّكْرِ على وجه الإضافة، ذاك دليلُ وجود الفعل قبل الإخبار، فقولُك: إنِّي ضاربُ زيدٍ، على الإضافة إخبارٌ منكَ أنَّك ضربْتَه، وقولُك: ضاربٌ زيدًا، بالتنوين؛ إخبارٌ أنَّكَ تريدُ ضربَه، وعن هذا قال أهلُ الفقه (١): مَن قال لآخَرَ: أنا ذابحُ شاتِكَ، بالإضافة، ضمِن له قيمةَ شاةٍ وسطٍ؛ لإقراره له بإتلاِف شاته مِن قَبْلُ، ولو قال: أنا ذابحٌ شاتَكَ، بالتنوين، والنصبِ في الشاة، لم يَضمن له شيئًا؛ لأنَّه يُخوِّفه أنَّه يريدُ (٢) ذبحَ شاتِه مِن بَعْدُ.
وعلى هذا ظهَر لك أنَّ قولَه: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا} فاطر: ١ وقولَه: {اللَّيْلَ سَكَنًا} الأنعام: ٩٦ وقولَه: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} البقرة: ١٢٤ إثباتُ أمورٍ كائنةٍ، وقولَه: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} إخبارٌ عن أمرٍ سيكون، وكذا قولُه: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا} الكهف: ٨.
فأمَّا الآياتُ التي تُقرأ فيها على الوجهين؛ فللدلالة على الأمرين، قال اللَّهُ تعالى: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} الصف: ٨ قُرئ بهما (٣)، فالإضافةُ دليلُ تحقيقِ الإتمام لحقيَّة الإسلام، والتنوينُ وعدٌ بالإتمام والإكمالِ لظهور أهل (٤) الإسلام.
وقال: {هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} الزمر: ٣٨ {هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}
(١) في (ر) و (ف): "اللغة".
(٢) فى (أ): "يخوفه بإرادة".
(٣) قرأ ابن كثير وحفص وحمزة والكسائي: {مُتِمُّ نُورِهِ} على الإضافة، وقرأ باقي السبعة: {متمٌّ نورَه} بالتنوين.
(٤) في (أ): "وعد بإكمال ظهور أهل"، وكلمة: "أهل" ليست في (ر) و (ف).