Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقد خَلقتَهم ورزقتَهم وأَكرمتَهم بأنواع النِّعَم، ونحن إذ خلقْتَنا نسبِّحك ونقدِّس لك، أو كيف تحتمل قلوبُهم عصيانَك مع عظيم (١) نِعَمك، ونحن تأبى العقولُ علينا ذلك، فقال: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}؛ أي: أمتحنُهم مع ما (٢) رُكِّب فيهم مِن الشهوات، وما يَلحقُهم مِن الآفات، فيكون ذلك منهم لذلك (٣)، فهم سألوا سؤالَ الحكمة، واللَّهُ تعالى بيَّن أنَّه لا (٤) يَخلقهم للحاجة، وليس له بشيءٍ منفعةٌ.
والثاني: أنَّ معنى قولهم: {أَتَجْعَلُ} على الإيجاب؛ أي: أنت تفعل ذلك؛ إذ لا ضررَ عليك بمعصيته ولا نفعَ لك بطاعته، وهو كقوله: {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} النور: ٥٠ {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي} القصص: ١٩ {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ} فصلت: ٩، والألفُ زائدة، وقوله: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} كان أخبرهم عن المفسدين دون غيرهم فلما سألوا قال: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} أن فيهم الرُّسل والأخيار (٥)
وقيل: أي: لهم العلمُ ولكم العملُ، والعلمُ أفضلُ، ولهذا قال بعد ما علَّم آدمَ الأسماءَ وسألهم عنها، فلم يَعلموا وأَنبأهم آدمُ ففهموا، فقال اللَّه تعالى (٦): {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية.
(١) في (ر): "نسيانك مع عظمة".
(٢) في (أ): "ممتحنهم بما".
(٣) في (ر): "فيكون ظهر منهم ذلك كذلك". وعبارة "التأويلات": (أَمْتحنهُم مع ما ركب فيهم من الشهوات التي -لغلبتها على أَنفسهم- تعتريهم أَنواع الغفلة، ويصعب عليهم التيقظ؛ لكثرة الأَعداءِ لهم، وغلبة الشهوات؛ فلما عظمت المحنة عليهم يكون منهم ذلك).
(٤) في (أ): "لم".
(٥) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٤١٤ - ٤١٥).
(٦) "فقال اللَّه تعالى": زيادة من (أ).