Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
العاصِ حين دخَلَ مكةَ أو قَبْلَ أنْ يدخُلَها، فنزلَ عن دابَّته، وحمَلَه بين يديه، ثم رَدِفَه وأجارَه حتى بلَّغَ رسالةَ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال لعثمانَ حين فرَغَ مِن رسالة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إليهم: إنْ شئتَ أنْ تطوفَ بالبيت فطُفْ به، قال: ما كنتُ لِأفعلَ حتى يطوفَ به رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واحتبَسَتْه قريشٌ عندها، فبلَغَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والمؤمنين أنَّ عثمانَ قد قُتِلَ، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين بلَغه ذلك: "لا نبرَحُ حتى نُناجِزَ القومَ"، ودعا الناسَ إلى البَيْعة، فكانت بَيْعةُ الرِّضوان تحت الشجرة.
وكان الناس يقولون: بايعَهم رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الموت.
وكان جابر بن عبد اللَّه يقول: إنما بايعَنا على أنْ لا نَفِرَّ.
فبايعَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الناس، ولم يتخلَّفْ عنه أحدٌ مِن المسلمين إلا الجَدَّ بن قيس، ثم بلَغَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّ ما ذُكِرَ له مِن أمرِ عثمانَ باطلٌ، ثم بعثَتْ قريشٌ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سُهيلَ بن عمرو، فقالوا له: ائتِ محمدًا فصالِحْه، ولا يكونُ في صلْحِه إلَّا أنْ يرجِعَ عنا عامَه هذا، فواللَّهِ لا تَحَدَّثُ العربُ أنه دخلَها علينا عَنْوةً أبدًا.
قال: فأقبلَ سُهَيلٌ، فلما رآه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "قد سَهُلُ عليكم أمرُكم، وما أرادَ القومُ إلا صُلْحًا"، فلما انتهى سُهَيلٌ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تكلَّمَ، فأطالَ الكلامَ، وتراجعا، ثم جرى بينهما الصُّلْحُ، فلما التَأَمَ الأمرُ دعا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عليَّ بنَ أبي طالب رضي اللَّه عنه لِيَكْتُبَ كتابَ الصلْحِ (١)، فكتب: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم"، فقال سُهيلٌ: إنا لا نعرِفُ الرَّحمنَ، فاكتُبْ ما نعرِفُ، اكتُبْ: (باسمكَ اللَّهُمَّ)، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اكتُبْ: باسمكَ اللَّهُمَّ"، قال: فكتبتُها، ثم قال: "اكتُبْ هذا ما صالحَ عليه رسولُ اللَّهِ سُهيلَ بنَ عمرو"، فقال سُهيلٌ: لو عَلِمْنا أنَّكَ رسولُ اللَّهِ ما صَدَدْناكَ
(١) في (ر) و (ف): "الكتاب بالصلح".