Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وانضاف إلى هذا أشياءُ أُخَرُ؛ مِن طول المدَّة، وميلِ الطبع إلى المأكول، وزيادةِ زينةٍ (١) ولطافةٍ كانت في الشجرة، فكانت داعيةً إليها.
وسبقت (٢) حوَّاءُ إلى الأكل ولم يَظهر عليها شيءٌ، ولم يُرَ قبلها عاصيًا إلَّا إبليس وقد عوقب كما عصى، فاجتهد فوقع اجتهاده على أنَّ حكم النهي مقتصرٌ على هذه الشجرة، أو أنَّ النهيَ قد ارتفع، ولم يَجز له هذا الاجتهاد؛ لأنَّه كان في موضعِ وجودِ النص، فإنَّ الوحي (٣) لم يكن منقطِعًا، وعُذر فيه لأنَّه لم يكن سَبق له النَّهيُ عنه، ولم يُعذر في الأكل لأنَّ النهيَ كان سَبق عنه.
ثم أئمَّة سمرقندَ -رحمهم اللَّه- لا يُطلِقون اسمَ الزَّلَّة على أفعال الأنبياء؛ لأنَّها نوعُ ذنبٍ، ويقولون: فعَلوا الفاضل وتركوا الأفضل، فعُوتبوا عليه.
وأئمَّة بُخارى -رحمهم اللَّه- أَطلقوا هذه اللفظةَ لقضيَّةِ قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ} أي: استزلَّهم، وفسَّروها بأنَّها فعلٌ يقع مخالفًا للأمر مِن غير قصدٍ إلى الخلاف منهم قبل الفعل، ولا علمٍ لهم بأنَّه خلافٌ حالةَ الفعل، ولا إصرارٍ منهم عليه بعد الفعل (٤)، كزلَّة الماشي في الطين لا يقع عن قصدٍ منه إليها ولا ثباتٍ منه عليها.
وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: أصبح آدمُ محمودَ الملائكة، مسجودَ الكافَّة، على رأسه تاجُ الوُصلة، وفي وسطه نطاقُ القُربة، وفي جِيده قلادةُ الزُّلفة، لا أحدَ فوقه في الرُّتبة، ولا شخص مثلُه في الرِّفعة، يتوالى عليه النداءُ في كلِّ لحظةٍ: يا آدم يا آدم،
(١) في (ر): "رتبة".
(٢) في (ر): "وذهبت".
(٣) في (ر) و (ف): "النص".
(٤) في (أ): "ولا إصرار منهم بعد الفعل منهم".