Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ}: أي: سُكَّان جهنَّم، جمعُ صَحْبٍ، وصَحْبٌ جمعُ صاحبٍ، فهو جمعُ الجمع، ونظيرُه: الأشهاد والأنصار (١)، والصُّحبة في معنى الوُصْلة، فسمُّوا أصحابَها لاتصالهم بها وبقائهم فيها.
وقوله تعالى: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: أي: دائمون لا يموتون فيها ولا يُخرجون منها، هذه الآية في وعيدِ مَن لم يَتْبع، والآيةُ الأولى في وعدِ مَن تَبع.
وقال الإمام أبو منصورٍ رحمه اللَّه: قوله: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}؛ أي: تَبعه (٢) ودامَ عليه حتى مات، وكذا في آية الوعيد.
قال: وفي الآيتين نقضُ قولِ الجهميَّة: أنَّ الجنَّة والنَّار يَفنيان ويَنقطع ما فيهما، فإنَّ اللَّه تعالى نفى الخوف والحزن عنهم، ولو كانتا تفنيان لكان لأهل الجنَّة أشدُّ الخوف والحزن.
وذكر في عذاب أهل النار أنَّه شديدٌ أليمٌ؛ ولو كان لها فناءٌ ورَجُوا فناءَها لهانَ ذلك عليهم، وكانوا أسعدَ حالًا مِن أهل الجنة؛ فإنَّ أهل الجنة يخافون زوالَ تلك النعمة (٣) وهو أجلُّ محنة، وهؤلاء يرجون زوالَ العقوبة وهو أجلُّ نعمة (٤).
(٤٠) - {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}.
(١) في (ر): "والإيصاء"، وفي (ف): "والأنضار".
(٢) في (أ): "اتبعه".
(٣) في (أ): "النعم".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٤٤٠ - ٤٤١).