Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
بالقلب، ويكون أمرًا بشكر نِعَمه (١) باللسان وحفظِها بالجَنان، فلا (٢) يكفُّ عن قضاء حقِّها بالغفلة والنسيان.
والنِّعمةُ اسمُ جنسٍ، فيقع على كل النعم في مثل هذا، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} النحل: ١٨، واختُلف في المراد بها (٣) هاهنا:
قيل: هي كلُّ النِّعم التي أَنعم اللَّهُ تعالى بها على كلِّ خَلْقه، وهي كلُّها تقتضي الوفاء بعهده.
وقيل: هي النِّعم التي كانت على سَلَفهم: مِن الإنجاء، وبعثِ الأنبياء، وتظليلِ الغمام، وإنزالِ المنِّ والسلوى للطعام، وتفجيرِ العيون مِن الحجر للشراب، وسائرِ ما عدَّدها في هذه الآيات، وهذا (٤) كلُّه إنعامٌ على الأبناء؛ لأنَّهم يَشرفون بتشريف (٥) الآباء، وهذا قولُ الحسن البصريِّ رحمة اللَّه عليه (٦).
وقال ابنُ عباسٍ رضي اللَّه عنهما: هي ما استودَعهم مِن التوراة التي فيها صفةُ رسولِه، وبعثُه نبيًّا.
وقيل: النِّعمة: هي محمَّدٌ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكانوا يَستفتحون به على الذين كفروا، فكأنَّه قال: احفظوا حقَّه وآمِنوا به وأوفوا بعهدي فيه.
(١) في (ف): "النعمة".
(٢) في (أ): "ولا".
(٣) "بها": من (أ).
(٤) في (ف): "فهذا".
(٥) في (ر): "بتشرف".
(٦) انظر: "النكت والعيون" (١/ ١١١).