Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
(٧٥) - {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
وقوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} وانتظامُه بما قبلَه أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- والصَّحابةَ رضي اللَّه عنهم لمَّا سَمعوا هذه الآيات، وهي في مخاطبة اليهود، طمعوا أن يؤثِّرَ ذلك في قلوبِهم فيؤمنوا، قال اللَّهُ تعالى: أفترجون -وهذا استفهامٌ بمعنى النهي؛ أي: لا ترجوا، وهو خطابٌ للنبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابِه- مِن هؤلاء القاسيةِ قلوبُهم أنْ يُصَدِّقوكم؟ وآمَنَ له؛ أي: صدَّقه، قال اللَّه تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} العنكبوت: ٢٦، وقال تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} يوسف: ١٧، يقول: لا تَطمعوا فيهم (١) أن يصدقوكم بما جاء به محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقيل: هو خطابٌ للنبيِّ عليه الصَّلاة والسلام (٢) على الخصوص بكلمة الجمعِ؛ تعظيمًا له، كما قال: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ} القصص: ٧٦؛ قيل: أي: عليه، وإنَّما جمعَ للتعظيم، ثمَّ هذا تأييسٌ مِن إيمانهم، وهم قومٌ بأعيانهم، كما في قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} البقرة: ٦.
ثمَّ بيَّن معنى بُعد الطَّمعِ عن ذلك بما بعدَه، وهو قوله: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ}؛ أي: وهؤلاء أولادُ قومٍ (٣) سمعوا كلامَ اللَّه، وهم السَّبعون الذين اختارَهم موسى صلوات اللَّه عليه للميقات.
وقد ذكر الكلبيُّ أنَّهم سألوا موسى أنْ يَسألَ اللَّهَ تعالى أن يُسمعهم كلامَه، فقال
(١) في (ف) و (أ): "منهم".
(٢) قوله: "وقيل: هو خطاب للنبي عليه السلام" من (أ).
(٣) في (ر) و (ف): "أولاد إسماعيل"!