Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
لكن لا تَفهمُ ما تقولُ، ولا تَفقهُ (١) ما تُحدِّثُ، فلو كان حقًّا وصِدقًا لفَهِمَت وفَقِهَت، يدَّعون عليه إبطالَ ما يقول، وذلك نحو ما قالوا لشعيبٍ: {مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} هود: ٩١. هذه كلماتُ الإمام أبي منصور رحمه اللَّه تعالى (٢).
والأوَّل: قولُ الحسن وأبي العالية ومجاهدٍ وقتادةَ والسُّدِّيِّ، فإنَّهم قالوا: معناه: قلوبنا في أكِنَّةٍ (٣).
والثاني: قراءةُ ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما (٤) وسعيد بن جبير وزيد بن أسلم (٥) وتفسيرُهم، فتقدير (٦) القراءةِ الأولى: قلوبنا في أوعيةٍ، وتقديرُ القراءةِ الثَّانية: قلوبُنا أوعيةٌ.
وقيل: معناه: قلوبنا أوعيةٌ للعلوم، فلا حاجةَ لنا إلى علمك.
والذي ذكرناهُ قبلَه كان تعيينًا (٧) لكلامه، فإنَّه كان لا يُوافِقُ أهواءَهم؛ فإنَّهم كانوا يُحِبُّون النَّهبَ والارتشاءَ، ولذلك (٨) قالوا: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ}، فأُمِرَ أن يقول: {مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} يونس: ١٥.
(١) في (ر) و (ف): "لا نفهم. . . ولا نفقه".
(٢) "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٥٠٨).
(٣) روى أقوالهم عدا قول الحسن الطبريُّ في "تفسيره" (٢/ ٢٢٨ - ٢٢٩).
(٤) انظر قراءة ابن عباس رضي اللَّه عنهما في "تفسير أبي الليث" (١/ ١٣٦).
(٥) علق ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ١٧٠) عقب الأثر (٨٩٥) عن سعيد قوله: في غطاء، وروى الطبري نحوه عن ابن زيد في "تفسيره" (٢/ ٢٣٠).
(٦) في (ر): "أن تقدير".
(٧) في (أ): "تعييبًا".
(٨) في (ف): "ولهذا".