Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {بَغْيًا} أي: حسدًا. قال اللِّحيانيُّ (١): أصلُ البغي: الحسدُ، والباغي: هو الظَّالمُ الذي يَفعلُ ذلك عن حسدٍ (٢)، وقد بغى بغيًا؛ أي: ظلمَ وحسدَ، وبغى بُغاءً، بضم الباء؛ أي: طلبَ، وبغت الأمَة بِغاءً، بالكسر؛ أي: فجرَت.
وقوله تعالى: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي: كفروا للحسد بإنزال اللَّه تعالى القرآنَ على محمَّدٍ، فإنَّهم كانوا يَعتقدون نبيَّ آخرِ الزَّمان، ويتمنَّون خروجَه، وهم يَظنُّون أنَّه مِن ولدِ إسحاق، فلمَّا ظهرَ أنَّه مِن ولدِ إسماعيل حَسَدوه (٣)، وكرهوا أن يَخرُجَ الأمرُ مِن بني إسرائيل فيكونَ لغيرِهم.
والفَضْلُ: هو الكتابُ والرِّسالةُ، والبغيُ قيل: هو ظلمُهم أنفسَهم بذلك.
وقوله تعالى: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} قد مرَّ تفسير "باء" في قوله تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} البقرة: ٦١.
وقال ابنُ عباسٍ رضي اللَّه عنهما: الغضبُ الأوَّلُ بتغيير التَّوراة، والثاني بتكذيبِ محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام (٤).
وقيل: الأوَّلُ بكفرِهم بعيسى عليه السلام.
(١) هو علي بن المبارك، ويقال: علي بن حازم، أبو الحسن اللحياني، أخذ عن الكسائي وأبي زيد وأبي عمرو الشيباني وأبي عبيدة والأصمعي، وعمدته على الكسائي، وأخذ عنه القاسم بن سلَّام، وله كتاب "النوادر". انظر ترجمته في "طبقات النحويين" للزبيدي (ص: ١٩٥)، و"معجم الأدباء" (٤/ ١٨٤٣ - ١٨٤٤)، و"الوافي بالوفيات": (٢١/ ٢٦٥)، و"بغية الوعاة": (٢/ ١٨٥).
(٢) انظر "تهذيب اللغة" (٨/ ٢٠٩) (مادة: بغى)، و"الغريبين" للهروي (١/ ١٩٩)، و"التفسير البسيط" للواحدي (٣/ ١٥١).
(٣) بعدها في (أ): "وكفروا".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٢٥١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ١٧٣) (٩١٥).