Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
الشيطان وسِحْرِ هاروت وماروت، فلم يوافق القرآن، فتعلَّقوا بها، فذلك (١) قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} إلى قوله: {وَاتَّبَعُوا} (٢)؛ أي: كتابَ السِّحر الذي كان فيه؛ تقويةً لهم فيما يُخاصِمون النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأظهرَ (٣) اللَّهُ تعالى لعباده أنَّ ذلك كان سحرًا وكفرًا وباطلًا، لا يجوزُ التعلُّقُ به، وإنَّما يُنَاظَرُ في الدِّين بكتبِ اللَّه، لا بكتب السِّحر التي وَضَعتْها الشياطين، فمن (٤) نبذَ كتاب اللَّه تعالى، وتعلَّقَ بكتب الشَّيطان؛ فهو في نهايةِ الجهلِ والخُذلان.
وقال محمَّدُ بن إسحاق: لمَّا ذَكَرَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سليمانَ بنَ داود في المرسلين؛ قال بعضُ أحبارِهم: ألَا تعجبون من محمَّدٍ؟! يَزعمُ أنَّ ابنَ داود كان نبيًّا، واللَّه ما كان إلَّا ساحرًا؛ فأنزل اللَّهُ تعالى هذه الآية: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} (٥) أي: باتِّباعهم السِّحرَ و (٦) عملِهم به.
وقال الرَّبيعُ بنُ أنس: إنَّ اليهود سألوا محمَّدًا عليه الصَّلاة والسَّلام زمانًا عن أمورٍ من التَّوراة، ولا يسألونَهُ عن شيءٍ مِن ذلك إلَّا أنزَلَ اللَّهُ تعالى ما سألوا عنه، فيَخصِمُهم، فلمَّا رأوا ذلك؛ قالوا: هو أعلمُ منَّا بما أُنْزِل إلينا، فسألوهُ عن السِّحر، وخاصموه أن يغلبَهم به، فأنزلَ اللَّه تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}، وإنَّ الشياطين عَمدوا إلى كتابٍ فكتبوا فيه السِّحر والكهانةَ، فدفنوهُ
(١) في (ف): "وذلك".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٣١٢)، وابن أبي حاتم (١/ ١٨٤) (٩٧٧)، (٩٧٩).
(٣) في (أ): "وأظهر".
(٤) بعدها في (ر): "كان".
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٣١٦).
(٦) في (أ): "في".