Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
إهلاكُ النَّفس؛ ففيه حكمُ قطَّاع الطَّريق، ويَستوي فيه الذُّكورُ والإناث، ولهذا اختلفَ قولُ أبي حنيفة رحمه اللَّه في السَّاحرة؛ فلا تُقتَلُ بسحر الكفر، وتُقتَل بسحر السَّعي في الأرض بالفساد، إذا كان سحرُها قاتلًا (١).
وعن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "حدُّ الساحر (٢) الضَّربُ بالسَّيف" (٣)، وتُقبَلُ توبتُه إذا تاب، فإنَّ سَحَرَة فرعون -لعنه اللَّه- آمنوا، وصحَّ إيمانهم.
ومَن قال: لا تُقبَل؛ فهو غلط، وأحقُّ ما تُقبَل توبةُ السَّاحر؛ إذ هو أبلغُ في تمييز ما هو حجَّة منه ممَّا ليسَ بحُجَّةٍ.
وقال ابنُ عبَّاسٍ ومجاهدٌ وقتادةُ وعطيَّة العوفيُّ: كان الشياطينُ قبل عصرِ عيسى عليه السلام غيرَ ممنوعين عن صعود السَّماء، وإنَّما مُنِعوا بعد رفعه إلى السَّماء عن السَّماء الخامسة والسَّادسة والسَّابعة، وبعد خروج نبيِّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (٤) عن الكلِّ.
فكانوا يَصعَدون ويَسترِقون السَّمعَ، ثمَّ يهبطون فيُحدِّثون بما سِمعوا، وكان الناس يكتبون ذلك، وكان ذلك سحرًا، فسمعَ به سليمانُ عليه السَّلام، فأخذَ الكتبَ فدفنَها تحت كرسيِّه؛ ليطلب الباقي، فتُوفِّي سليمانُ صلوات اللَّه عليه، وذهبَ العلماءُ الذين كانوا يَعرفون ذلك، وخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ، فأخرجها الشياطين لهم، وقالوا: إنَّ سليمان عليه السلام كان يضبطُ الجنَّ والإنس والطير بهذا (٥).
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٥٢٦ - ٥٢٧).
(٢) في (ر) و (ف): "السحر".
(٣) أخرجه الترمذي في "سننه" (١٤٦٠).
(٤) بعدها في (ر): "منعوا".
(٥) من قوله: "فكانوا يصعدون ويسترقون" إلى هنا هو قطعة من خبر أخرجه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٣١٣ - ٣١٤) عن السدي.