Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} قال الحسن: كلُّ شيءٍ في القرآن {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فإنَّه نزلَ بالمدينة (١).
وقوله تعالى: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا} روى أبو صالحٍ، عن ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما أنَّه قال: إنَّ المسلمين كانوا يأتون رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيقولون له: يا رسول اللَّه؛ راعِنا سمعَك، وكان هذا مِن كلام العرب فيما بينهم، وكان "راعنا" بلسان اليهود السَّبَّ القبيحَ، فلمَّا سَمِعَتِ اليهودُ مِن المؤمنينَ يقولونها لرسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ أعجبَهم ذلك، وقالوا فيما بينهم: كنَّا نسبُّ محمدًا في السرِّ، فالآن فأعلِنوا له بالشَّتم، فكانوا يأتونه ويقولون: راعنا يا محمَّد، ويضحكون، فسمعَها منهم سعدُ بن معاذ الأنصاريُّ، وكان يَعرِفُ لغتَهم، فقال: يا أعداء اللَّه، عليكم لعنةُ اللَّه، والذي نفسي بيده؛ لئن سمعتُها مِن رجلٍ منكم يقولُها لرسول اللَّه بعد هذا المجلس؛ لأضرِبنَّ عنقَه، فقالوا: أولستم تقولونها له (٢)؟ فأنزلَ اللَّهُ تعالى هذه الآيةَ، ونَهى المؤمنينَ عن هذه المقالة؛ لئلَّا يتطرَّقَ اليهودُ بسببها إلى ما يريدونَه من السَّبِّ.
وقيل: كانت الصَّحابةُ الأربعةُ وأجلَّاءُ الصَّحابةِ رضوانُ اللَّه عليهم ربَّما يتأخَّرُ مجيئهم عن خروجِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المسجد، وكان يفوتُهم بعضُ كلامه، فكانوا يقولون: يا رسول اللَّه؛ راعنا؛ وهو سؤالُ الرِّعاية والعناية (٣) في حقِّهم بانتظارهم؛ لئلَّا يفوتهم فوائده، واليهودُ سمعوا ذلك فقالوا: نذكر ذلك لمحمَّدٍ على إرادةِ الشتم.
(١) لم أقف عليه عن الحسن، وأخرج البزار في "مسنده" (١٥٣١)، والحاكم في "مستدركه" (٤٢٩٥)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٧/ ١٤٤) نحوه عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه. وروي عن غيره، انظر "الدر المنثور" (١/ ١٧٧ - ١٧٨).
(٢) انظر "التفسير البسيط" للواحدي (٣/ ٢١٥ - ٢١٦).
(٣) في (ف): "فطلبوا العناية" بدل: "وهو سؤال الرعاية والعناية".