Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} أي: كلُّ فريقٍ يتلو في كتابِه تصديقَ ما ينكره (١) لو رجع إلى الكتاب، فكفرَ اليهودُ بعيسى، وعندهم التَّوراةُ، وفيه بيانُ حقِّيَّة عيسى والإنجيل، وكفر النَّصارى بموسى، وعندهم الإنجيلُ، وفيه بيان حقِّيَّة (٢) موسى والتَّوراة.
وقال الزَّجَّاج: يعني: أنَّ الفريقين يَتْلُوان (٣) التَّوراةَ، وقد وقعَ بينهم هذا الاختلافُ وكتابُهم واحدٌ، فدلَّ هذا على ضلالتِهم (٤).
وقوله تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} أي: كذلك قال مشركو العربِ (٥)، وَصَفَهُم بأنهم لا يعلمون؛ لأنَّهم ليسوا أهلَ الكتاب (٦)، ولا كان فيهم رسولٌ، قالوا لمحمَّدٍ وأصحابه: إنَّهم ليسوا على شيءٍ من الدِّين الحقِّ؛ كما أخبر اللَّهُ تعالى عنهم بقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} الأحقاف: ١١.
وهذا تقريعٌ لأهل الكتاب أنَّهم مع علمهم بالتَّوراة قالوا كقول أهل الشِّركِ الجاهلين، وهو مذمَّةٌ للمشركين أيضًا بما قالوا.
وقيل: {الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} هم الذين لا يتلون الكتابَ منهم، وهم العوامُّ منهم.
ثمَّ هذا إكذابٌ لهم على إطلاق كلامِهم، وردٌّ عليهم؛ أي: مَن أسلم من أوائلهم ولم يغيِّر (٧)؛ فهو على شيء.
(١) في (ف): "يكره".
(٢) في (ف): "حقيقة" في هذا الموضع والذي قبله.
(٣) في (ر) و (ف): "يتلون".
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (١/ ١٩٥).
(٥) بعدها في (ر): "فدلَّ".
(٦) في (ف): "كتاب".
(٧) في (ف): "يغيروا".