Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وأصل الفسق الخروج عن الشيء، يقال: فَسَقَتِ الرُّطبةُ من قشرها (١) إذا خرجت. ثم نعت الفاسقين (٢)، فقال:
{الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ} ينكُثُون وصية الله وأمره، وهو ما أخذه اللهُ على النبيين ومَن اتبعهم أنْ لا يكفروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ويبيّنوا لغته وصفته، دليله قوله: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} (٣) الآية. والميثاق (٤): اسمٌ لعقد من عقود الأحكام بالثقة والإحكام {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} يعني الأرحام (٥) {الْخَاسِرُونَ} المغبونون (٦) في الآخرة.
(١) في (أ): (قشورها).
(٢) الفسق: هو الخروج عن طاعة الله وعن طريق الحق. وقال ابن الأعرابي: لم يسمع قط في كلام الجاهلية ولا في شعرهم كلمة فاسق. وليس كما قال فقد ورد في كلام العرب في الجاهلية والعرب تقول إذا خرجت الرُّطَبَةُ من قشرها "فسقت" وإذا خرجت الفأرة من جحرها إلى الناس "فويسقة" لسان العرب (فسق) ١/ ٢٦٢.
(٣) سورة آل عمران: ٨١.
(٤) "الميثاق" هو العهد المؤكد باليمين على وزن مِفعال من الوثاقة والمعاهدة وهي الشدة في العقد والربط وتجمع على مواثيق، وأصل ميثاق مِوْثاق، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها وقد تجمع على مياثق، ومنه ما أنشده ابن الأعرابي لعياض بن أم درة الطائي:
حِمىً لا يَحُلُّ الدهرُ إلا بإِذْنِنا ... ولا نسأل الأقوام عهدَ المياثِقِ
وهناك معنيان في معنى الميثاق في الآية ذكرهما السمعاني في تفسيره (١/ ٤٣٣) المعني الأول: أنه أراد نقض الميثاق الأول الذي أخذه على آدم وذريته بقوله {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} الأعراف: ١٧٢ والمعنى الثاني: أراد به نقض الميثاق الذي أخذه على النبيين وسائر الأمم أن يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بقوله: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} آل عمران: ٨١. وذكر هذين المعنيين البغوي في تفسيره (١/ ٧٢) وابن عطية في تفسيره (١/ ٢٠٩) والزجاج في معاني القرآن، إلا أن الطبري رجح أن هذه الآيات نزلت في كبار أحبار اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن كان على شركهم من أهل النفاق الذين نقضوا عئهد الله وميثاقه الذي أخذه عليهم في التوراة من العمل بما فيها واتباع محمَّد - صلى الله عليه وسلم -تفسير الطبري ١/ ٤٣٨.
(٥) وقد بيَّن الله - عَزَّ وَجَلَّ - في موضع آخر من كتابه أنها الأرحام فقال: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢)} محمد: ٢٢ وهو مروي عن قتادة رواه الطبري في تفسيره (١/ ٤٤١) بإسناد حسن.
(٦) في (أ) (ب): (المغبون).