Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
إلى الأصل لأنه باقٍ على أصل الفطرة (١). {لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ} أي، معناه: وكتابته. {إِلَّا أَمَانِيَّ} جمع أمنيَّة وهي القراءة، قال الله تعالى: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} (٢). ونصب الأماني لأنه مستثنى عن منصوب كقولك: ما رأيتُ زيدًا إلا وجهَهُ (٣) {إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} أي: وما هم إلَّا ظانين (٤)، قال الله تعالى: {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (٢٣)} (٥).
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} نزلت في أحبار اليهود، وفيها دلالة أنهم أسوأ حالًا وأَشدُّ ذمًا من الأُميين. والويل: الحزنُ والبؤس ومشقة العذاب (٦). قال الفراء (٧): الأصل فيه: وَيْ ثم وُصِلَتْ به اللام
(١) المراد بهم الأميون من اليهود. والأُمِّي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب" أخرجه البخاري (١٩١٣) ومسلم (١٠٨٠/ ١٥). ولابن عباس - رضي الله عنهما - تفسير مغاير لهذا فقال في قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} الأميون: قوم لم يصدقوا رسولًا أرسله الله ولا كتابًا أنزله الله فكتبوا كتابًا بأيديهم، ثم قالوا لقوم سفلة جهال: "هذا من عند الله". أخرجه الطبري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٢/ ١٥٤) وذكره ابن كثير في تفسيره (١/ ١٦٧) وقال: في صحة هذا عن ابن عباس بهذا الإسناد نظر.
(٢) سورة الحج: ٥٢.
(٣) {إِلَّا أَمَانِيَّ} هذا استثناء منقطع, لأن الأمانِي ليست من جنس الكتاب ولا مندرجة تحت مدلوله، وهو هو المنقطع، ولكن شرطه أن يُتَوَهَّم دخوله بوجهٍ ما كقوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} النساء: ١٥٧.
ومنه قول النابغة:
حَلَفْتُ يمينًا غيرَ ذي مَثْنَوِيَّةٍ ... ولا عِلْمَ إلا حُسْنُ ظنٍّ بصاحبِ
لأن بذكر العلم استحضر الظن.
الكتاب (١/ ٣٦٥) - القرطبي (٢/ ٥) - الدر المصون (١/ ٤٤٦) - ديوان النابغة ص ٥٥.
(٤) "إنْ" نافية بمعنى ما، وإذا كانت نافية فالمشهور أنها لا تعمل عمل "ما" الحجازية، وأجاز بعضهم ذلك وهو ما ذهب إليه سيبويه في "الكتاب"، وأنشدوا قول الشاعر:
إنْ هو مستوليًا على أحدٍ ... إلا على أَضْعَفِ المجانينِ
الدر المصون (١/ ٤٤٨) - الكتاب (٢/ ٣٠٦) - المقرب (١/ ١٠٥).
(٥) سورة فاطر: ٢٣.
(٦) وهو مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لَهُمْ} يقول: العذاب عليهم أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢/ ١٦٣).
(٧) لم أجده عند الفراء ولكن ذكره القرطبي (٢/ ٨) والسمين الحلبى (١/ ٤٥٠).