حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِنَّ مِنْ خِيَارِ أُمَّتِي فِيمَا نَبَّأَنِي الْمَلأُ الأَعْلَى فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى قَوْمًا يَضْحَكُونَ جَهْرًا مِنْ سَعَةِ رَحْمَةِ رَبِّهِمْ ، وَيَبْكُونَ سِرًّا مِنْ خَوْفِ شِدَّةِ عَذَابِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ، يَذْكُرُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ فِي بُيُوتِهِ الطَّيِّبَةِ ، وَيَدْعُونَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ رَغَبًا وَرَهَبًا ، وَيَسْأَلُونَهُ بِأَيْدِيهِمْ خَفْضًا وَرَفْعًا ، وَيَشْتَاقُونَ إِلَيْهِ بِقُلُوبِهِمْ عَوْدًا وَبَدْءًا ، مَئُونَتُهُمْ عَلَى النَّاسِ خَفِيفَةٌ ، وَعَلَى أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلَةٌ ، يَدِبُّونَ فِي الأَرْضِ حُفَاةً عَلَى أَقْدَامِهِمْ دَبِيبَ النَّمْلِ بِغَيْرِ مَرَحٍ ، وَلا بَذَخٍ ، وَلا مُثْلَةٍ ، يَمْشُونَ بِالسَّكِينَةِ ، وَيَتَقَرَّبُونَ بِالْوَسِيلَةِ ، يَلْبَسُونَ الْخُلْقَانَ ، وَيَتَّبِعُونَ الْبُرْهَانَ ، وَيَتْلُونَ الْفُرْقَانَ ، وَيُقَرِّبُونَ الْقُرْبَانَ ، عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى شُهُودٌ حَاضِرَةٌ ، وَأَعْيُنٌ حَافِظَةٌ ، وَنِعَمٌ ظَاهِرَةٌ ، يَتَوَسَّمُونَ الْعِبَادَ ، وَيَتَفَكَّرُونَ فِي الْبِلادِ ، أَجْسَادُهُمْ فِي الأَرْضِ وَأَعْيُنُهُمْ فِي السَّمَاءِ ، أَقْدَامُهُمْ فِي الأَرْضِ وَقُلُوبُهُمْ فِي السَّمَاءِ ، وَأَنْفُسُهُمْ فِي الأَرْضِ وَأَفْئِدَتُهُمْ عِنْدَ الْعَرْشِ ، أَرْوَاحُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَعُقُولُهُمْ فِي الآخِرَةِ ، لَيْسَ لَهُمْ إِلا أَمَلُهُمْ ، قُبُورُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَمُقَامُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ : ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ سورة إبراهيم آية 14 " قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهُمُ الْمُبَادِرُونَ إِلَى الْحُقُوقِ مِنْ غَيْرِ تَسْوِيفٍ ، وَالْمُوفُونَ الطَّاعَاتِ مِنْ غَيْرِ تَطْفِيفٍ .