حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَرِيشِ الْكِلابِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ بَهْرَامَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " يَا مُعَاذُ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَدَى الْحَقِّ أَسِيرٌ ، يَعْلَمُ أَنَّ عَلَيْهِ رَقِيبًا عَلَى سَمْعِهِ ، وَبَصَرِهِ ، وَلِسَانِهِ ، وَيَدِهِ ، وَرِجْلِهِ ، وَبَطْنِهِ ، وَفَرْجِهِ ، حَتَّى اللَّمْحَةُ بِبَصَرِهِ ، وَفُتَاتُ الطِّينِ بِأُصْبُعِهِ ، وَكُحْلُ عَيْنَيْهِ ، وَجَمِيعُ سَعْيِهِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَأْمَنُ قَلْبَهُ ، وَلا يُسْكِنُ رَوْعَتَهُ ، وَلا يَأْمَنُ اضْطِرَابَهُ ، يَتَوَقَّعُ الْمَوْتَ صَبَاحًا وَمَسَاءً ، فَالتَّقْوَى رَقِيبُهُ ، وَالْقُرْآنُ دَلِيلُهُ ، وَالْخَوْفُ حُجَّتُهُ ، وَالشَّرَفُ مَطِيَّتُهُ ، وَالْحَذَرُ قَرِينُهُ ، وَالْوَجَلُ شِعَارُهُ ، وَالصَّلاةُ كَهْفُهُ ، وَالصِّيَامُ جَنَّتُهُ ، وَالصَّدَقَةُ فِكَاكُهُ ، وَالصِّدْقُ وَزِيرُهُ ، وَالْحَيَاءُ أَمِيرُهُ ، وَرَبُّهُ تَعَالَى مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالْمِرْصَادِ ، يَا مُعَاذُ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ قَيْدُهُ الْقُرْآنُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ هَوَى نَفْسِهِ وَشَهَوَاتِهِ ، وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَهْلِكَ فِيمَا يَهْوَى بِإِذْنِ اللَّهِ ، يَا مُعَاذُ ، إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي ، وَأَنْهَيْتُ إِلَيْكَ مَا أَنْهَى إِلَيَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَلا أَعْرِفَنَّكَ تُوَافِينِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدٌ أَسْعَدُ بِمَا أَتَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكَ " أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا لْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُشَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُعَاذٍ ، وَعَنْ غَالِبِ عنِ شَهْرٍ ، عَنْ مُعَاذٍ ، وَعَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ مُعَاذٍ ، بَلَغَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " يَا مُعَاذُ " ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، قَالَ الشَّيْخ رَحِمَه اللَّه : حُبُّهُمْ لِلْحَقِّ ، وَفِي الْحَق يُحْيِيهِمْ وَيُفْنِيهِمْ ، وَعَمَّنْ سِوَاهُ مِنَ الْخَلْقِ يُلهِيهِمْ وَيُسْلِيهِمْ .