حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : مَنْ يَكُنِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُقْذَفَ الرَّجُلُ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ ، وَأَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ الْعَبْدَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ ، أَوْ قَالَ : فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ، شَكَّ أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّه تَعَالَى وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْ يَكْرَه أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْر بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيَقْذَفُ فِيهَا " , قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَقَدْ ثَبَتَ بِمَا رُوِّينَا مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَل وَغَيْرِهِ ، أَن التَّصَوُّفَ أَحْوَالٌ قَاهِرَةٌ ، وَأَخْلاقٌ طَاهِرَة تَقْهَرُهُمُ الأَحْوَالُ فُتَأْسِرُهُمْ ، وَيَسْتَعْمِلُونَ الأَخْلاقَ فَتُظْهِرُهُمْ ، نَحِلُوا بِخَالِصِ الْخِدْمَةِ ، فَكُفُوا طَوَارِقَ الْحَيْرَةِ ، وَعُصِمُوا مِنَ الانْقِطَاعِ وَالْفَتْرَةِ ، وَلا يَأْنَسُونَ إِلا بِهِ ، وَلا يَسْتَرِيحُونَ إِلا إِلَيْهِ ، فَهُمْ أَرْبَابُ الْقُلُوبِ الْمُتَسَوِّرُونَ بِصَائِبِ فَرَاسَتِهِمْ عَلَى الْغُيُوبِ ، الْمُرَاقِبُونَ لِلْمَحْبُوبِ ، التَّارِكُونَ لِلْمَسْلُوبِ ، الْمُحَارِبُونَ لِلْمَحْرُوبِ ، سَلَكُوا مَسْلَكَ الصَّحَابَةِوَالتَّابِعِينَ ، وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُمْ مِنَ الْمُتَقَشِّفيِنَ وَالْمُتَحَقِّقِينَ الْعَالَمِينَ بِالْبَقَاءِ وَالْفَنَاءِ ، وَالْمُمَيِّزِينَ بَيْنَ الإِخْلاصِ وَالرِّيَاءِ ، وَالْعَارِفِينَ بِالْخَطْرَةِ وَالْهِمَّةِ وَالْعَزِيمَةِ وَالنِّيَّةِ ، وَالْمُحَاسِبِينَ لِلضَّمَائِرِ ، وَالْمُحَافِظِينَ لِلسَّرَائِرِ ، الْمُخَالِفِينَ لِلنُّفُوسِ ، وَالْمُحَاذِرِينَ مِنَ الْخُنُوسِ بِدَائِمِ التَّفَكُّرِ وَقَائِمِ التَّذَكُّرِ طَلَبًا لِلتَّدَانِي ، وَهَرَبًا مِنَ التَّوَانِي ، وَلا يَسْتَهِينُ بِحُرْمَتِهِمْ إِلا مَارِقٌ ، وَلا يَدَّعِي أَحْوَالَهُمْ إِلا مَائِقٌ ، وَلا يَعْتَقِدُ عَقِيدَتَهُمْ إِلا فَائِقٌ ، وَلا يَحِنُّ إِلَى إِلا تَائِقٌ فَهُمْ سُرُجُ الآفَاقِ ، وَالْمَمْدُودُ 26 إِلَى رُؤْيَتِهِمْ بِالأَعْنَاقِ ، بِهِمْ نَقْتَدِي وَإِيَّاهُمْ نُوَالِي إِلَى التَّلاقِ .