فأما حديث جابر في هذا فلا يصح، قال أبو نعيم (١) الحافظ في كتابه في رياضة المتعلمين:

١٧٩ - حدثنا ابن محمد بن حيان قال: نا محمد بن يعقوب، نا ابن أبي فديك (٢)، نا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النظرة إلى الخضرة، والوجه الحسن، يزيدان في البصر (٣) ".

هذا موقوف، وهو:

١٨٠ - "ثلاث تجلو (٤) البصر: النظرة إلى الخضرة، والإثمد عند النوم، والوجه الحسن" (٥).

= الحديث، وقال ابن عدي: وهو ممَّن يضع الحديث. انظر ترجمته في الكامل: ٧/ ٢٥٢٦؛ كتاب الجرح والتعديل: ٩/ ٢٥؛ المجروحين: ٣/ ٧٤؛ المغني: ٢/ ٧٢٧؛ لسان الميزان: ٦/ ٢٣١؛ تاريخ بغداد: ١٣/ ٤٨١؛ وفيات الأعيان: ٦/ ٣٧؛ طبقات ابن سعد: ٧/ ٣٢٢.
(١) ذكره عن الحافط السخاوي في "المقاصد الحسنة" من حديث ابن أبي فديك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر مرفوعًا. "النظر في وجه المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في البصر"، وذكر عنه أيضًا في الطب من حديث سليمان بن عمرو النخعي، عن منصور بن عبد الرحمن الحجي، عن أمه صفية بنت شيبة، عن عائشة، مرفوعًا: "ثلاثة يُجلين البصر: النظر إلى الماء الجاري، والنظر في الخضرة، والنظر إلى الوجه الحسن". المقاصد، ص: ١٦٩.
قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة" بعد ذكره هذا الحديث: في إسناده كذاب، وقد روي من طرق أخرى.
(٢) اسمه: محمد بن إسماعيل بن مسلم. انظر ترجمته في: تذكرة الحفَّاظ: ١/ ٣٤٥.
(٣) الزيادة من المقاصد الحسنة، والظاهر: أنها سقطت من الأصل، ولفظه في الفوائد المجموعة، للشوكاني: "النظر إلى الخضرة يزيد في البصر، والنظر إلى المرأة الحسناء يزيد في البصر" قال الصغائي: موضوع، كتاب الأدب والزهد، ص: ٢١٧.
(٤) كذا في الأصل، وفي "المقاصد": "تجلين".
(٥) ذكره الحافظ السخاوي في المقاصد موقوفًا أيضًا على ابن عباس، قال ابن عباس: "ثلاث يُجلين البصر: النظر إلى الخضرة، والإِثمد عند النوم، والوجه الحسن"؛ =