Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ينظر إلى ذلك من المرأة عند الحاجة والضرورة، فإن اضطر إلى الدخول عليها دخل معه غيره، ليُبعد سوء الظن عن نفسه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -:
وذلك أنَّ رجلين من أصحابه لقياه ومعه صفية، فقال ذلك، فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم (١) مجرى الدم، وَاني خشيت أن يقدف في قلوبكما فتهلكا" (٢) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -. هذا نص الرواية.
وشرح ابن رشد إياها فيه تهافت، فإنه لما قال: إذا غضَّ بصره عمَّن لا يحل له النظر إليه مما لا يظهر من زينتها، أعطى أنه ممنوع لغير الوجه والكفين، وظهر من دليل خطابه: جواز النظر إلى ما ظهر منها (٣) من زينتها، ثم قال: لقوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} النور: ٣١، وذلك الوجه والكفان على ما قال أهل التأويل، فكان هذا نصًّا على ما فُهم قبل
(١) وفي "صحيح مسلم": "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم".
(٢) رواه مسلم في كتاب السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليًا بامرأة وكانت زوجته أو محرمًا لها، أن يقول: هذه فلانة؛ ليدفع ظن السوء به، ولفظه: عن علي بن حسين، عن صفية بنت حيي، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا فحدثته، ثم قمتُ لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي - صلى الله عليه وسلم - أسرعا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على رسلكما، إنها صفية بنت حيي"، فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، واني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا"، أو قال: "شيئًا" (صحيح مسلم بشرح النووي: ١٤/ ١٥٦). قال النووي: الحديث فيه فوائد، منها: بيان كمال شفقته - صلى الله عليه وسلم - على أمته ومراعاته لمصالحهم وصيانة قلوبهم وجوارحهم وكان بالمؤمنين رحيمًا، فخاف - صلى الله عليه وسلم - أن يلقي الشيطان في قلوبهما فيهلكا، فإن ظن السوء بالأنبياء كفر بالإِجماع، والكبائر غير جائزة عليهم. (صحيح مسلم بشرح النووي: ١٤/ ١٥٦).
(٣) لا توجد في الأصل، زدناها من "المختصر".