خشى من نفسه شيئا فليقم أدع له» ، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إنى لكذوب، وإنى لفاحش، وإنى لنؤم. فقال: «اللهم ارزقه الصدق وأذهب عنه النوم إذا أراد» . ثم قال رجل فقال: والله يا رسول الله إنى لكذاب وإنى لمنافق وما شىء أو إن شىء إلا قد جئته. فقام عمر بن الخطاب فقال: فضحت نفسك أيها الرجل، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «يا ابن الخطاب، فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير» .
فقال عمر كلمة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «عمر معى وأنا مع عمر والحق بعدى مع عمر حيث كان» «1» .
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، قالت: فلما اشتد وجعه كنت أنا أقرأ عليه وأمسح عنه بيمينه رجاء بركتها.
وعنها قالت: ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أغبط أحدا بهون موت بعد الذى رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت رضى الله عنها: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده فى القدح ثم يمسح وجهه صلى الله عليه وسلم بالماء، ثم يقول: «اللهم أعنى على منكرات الموات أو سكرات الموت» «2» .
وعنها، وعن عبد الله بن عباس أيضا قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يلقى خميصة على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» «3» . يحذرهم مثل ما صنعوا.
وعن أسامة بن زيد قال: لما ثقل النبى صلى الله عليه وسلم وهبطت وهبط الناس معى إلى المدينة يعنى