وقالت: كان عليه السلام كثيرا ما أسمعه يقول: «إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره» ، فلما حضر كان آخر كلمة سمعتها منه وهو يقول: «بل الرفيق الأعلى من الجنة» فقلت:
إذا والله لا يختارنا، وعرفت أنه الذى كان يقول لنا: «إن نبيا لم يقبض حتى يخير» «1» .
قالت: وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أنس بن مالك قال: لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد قالت فاطمة، واكرباه لكربك يا أبة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «لا كرب على أبيك بعد اليوم، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا لموافاة يوم القيامة» «2» .
وقالت عائشة رضى الله عنها: كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: «لا يترك بجزيرة العرب دينان» «3» .
وقالت أم سلمة: كان عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته: «الصلاة وما ملكت أيمانكم» «4» ، حتى جعل يلجلجها فى صدره، وما يقبض بها لسانه.
وقال أنس بن مالك: شهدته يوم توفى صلى الله عليه وسلم فلم أر يوما كان أقبح منه.