Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ما إن ظهر معجم الصحاح إلى الوجود حتى طارت شهرته في الآفاق، ورزق من الحظوة والذيوع والقبول عند الناس بما لم يحظ به معجم غيره. ولم يكد يظهر على أقلام الرواة حتى شغل به العلماء قراءة ومدارسة وتحقيقا ونقدا واختصارا وزيادة وتذييلا.
وكان أبو سهل ممن اهتم بكتاب الصحاح، فنسخه من خط الجوهري، وقرأ هذه النسخة على تلميذه ابن عبدوس، وقيد في حواشيها كثيرا من النقد والشروح والاستدراكات، فكان بصنيعه هذا أول وأقدم من تصدى لنقد الصحاح والاستدراك عليه، بخلاف ما ذهب إليه بعض الباحثين المعاصرين (١) من أن ابن بري هو أول من فعل ذلك.
وانتهت نسخة أبي سهل هذه إلى ياقوت الموصلي، فاتخذها أصلا لنسخ كتاب الصحاح وروايته، وأشار إلى مآخذ أبي سهل واستدراكاته على الجوهري فقال: "نقلت هذا الكتاب من خط الشيخ أبي سهل محمد بن علي الهروي النحوي رحمه الله تعالى، وذكر أنه نقله من خط المصنف … وقد استدرك أبو سهل وبين بعض ما صحفه المصنف … وقد أثبت ذلك في موضعه، ولي أيضا مواضع قد نبهت عليها من سهو المصنف، ومن سهو وقع في خط أبي سهل، على أن الكتب الكبار لا تخلو من ذلك " (٢).
(١) مصطفى حجازي في المقدمة التي صدر بها تحقيقه لكتاب التنبيه والإيضاح لابن بري ١/ ٤٨، ٤٩.
(٢) كشف الظنون ٢/ ١٠٧٤. وينظر: ٤٠٦، ٤٠٧.