قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، ثَنَا يَعْقُوبُ ، أَنْبَأَ عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : جَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي مَكْفُوفُ الْبَصَرِ ، شَاسِعُ الْمَنْزِلَ ، فَكَلَّمَهُ فِي الصَّلَاةِ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي مَنْزِلِهِ ، قَالَ : " أَتَسْمَعُ الْأَذَانَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " ائْتِهَا وَلَوْ حَبْوًا " . قَالَ : وثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ثَنَا يَعْقُوبُ فَذَكَرَهُ . وَقَالَ : فِي آخِرِهِ " أَجِبْ وَلَوْ حَبْوًا أَوْ زَحْفًا " . قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وابن حبان في صحيحه ، وله شاهد في صحيح مسلم ، وغيره ، من حديث أبي هريرة ، ورواه أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجة ، من حديث عمرو بن أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ . قَالَ الْخَطَابِيُّ بَعْدَ حَدِيثِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ : وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ حُضُورَ الْجَمَاعَةِ وَاجِبٌ ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ نَدْبًا لَكَانَ أَوْلَى مَنْ يَسَعُهُ التَّخَلُّفُ عَنْهَا أَهْلَ الضَّرُورَةِ وَالضَّعْفِ ، وَمَنْ كَانَ فِي مِثْلِ حَالِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، يَقُولُ : لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِي الْحَضَرِ وَبِالْقَرْيَةِ رُخْصَةٌ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ فِي أَنْ يَدَعَ الصَّلَاةَ . وَقَالَ : الْأَوْزَاعِيّ لَا طَاعَةَ لِلْوَالِدِ فِي تَرْكِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ . وَقَوْلُهُ : شَاسِعٌ بِالشِّينِ أَوَّلًا وَالسِّينِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَتَيْنِ بَعْدَ الْأَلِفِ ، أَيْ : بَعِيدُ الدَّارِ .